المناعة الفكرية والمعلوماتية لدى الشباب
إيناس إبراهيم فرج – كاتبة رأي مستشارة إجتماعية
حين نتحدث عن الشباب فنحن نتحدث عن أعظم ثروة وهي الإنسان، رأس المال البشري المقدس الحفاظ عليه في الشريعة الإسلامية. وتحرص دولتنا بقيادتها الرشيدة أن تبذل الغالي والنفيس للحفاظ على الإنسان، وإستثمار طاقاته وقدراته فيما يعود عليه بالنفع والخير، وتضع كل الحماية للثروة الإنسانية من المخاطر التي قد تواجهها وأعظمها المخاطرالفكرية. إذن كيف تتكون المناعة الفكرية لدى الشباب في آلة الفكر التي هي العقل و كيف نوجه الشباب إلى إعمال العقل في حوارات فكرية هادفة، ثقافية، علمية، بها الكثير من المنطق و الثقافة بحيث تجعل الإنسان المحاور جيد في تحديد هدف الحوار بوضوح و بأسلوب علمي راقي بحيث لا ينجرف للحوارات العقيمة.و لا الحوارات مجهولة الهدف ضعيفة القيمة، و ربما تكون مسيرة لأهداف سيئة أو مجندة من فئات تسعى لتخريب أفكار الشباب عن طريق إثارة الجدل الدائم في الحوارات و بث الأفكار المختلف عليها، والشاذة و الغريبة مجتمعات الشباب و عقلياتهم. وفي السعي لتحصين أفكار الأجيال بالمناعة الفكرية لا ندعو للإنغلاق على النفس أبدا بل الإنفتاح الواعي المدرك لآثار الإنفتاح الإيجابية والإختلاط بالآخر المختلف والتعرف على التفكير الآخر والعقول الأخرى مع وجود ثوابت قوية راسخة حول مفهوم ثقافة الحوار الفكري العقلاني الواعي لدى الشباب. ويساهم تفعيل الرقابة الذاتية للمخاطر لدى الشباب بجزء كبير من المناعة الفكرية، التي تنطلق تلك الرقابة من الإعداد الجيد والمعلومات الجيدة في الحوارات المختلفة والكثير من القضايا التي تطرح وتناقش حولهم ومعهم. وكلما زادت الرقابة الذاتية لدى الشباب إرتفع التعزيز الداخلي لديهم في كل مرة يقدمون إنجازا جيدا وعملا محموداوحوارا متألقا. فتزداد أهمية تفعيل البيئة المحيطة للشباب من مجتمع وعائلة ومدارس وجامعات ووسائل تواصل حديثة وإعلام واعي في تثقيف الشباب أكثر وأكثر واحتواءهم والإفتخار بمدىوعيهم وثقافتهم ونضجهم التي أثمرت من تربية نشئ صالح تربية دينية وعلمية وإجتماعية صحيحة وقابلة للتصحيح والتعديل والتحاور والتفاوض بإستمرار.