“خواطر”
كتبها: مطر رزق الله الزهراني
يقول أحد قادة المدارس: كنت أقوم بجهود مضاعفة في مدرستي فأقوم بجميع الأدوار في العمل الإداري كعمل الوكيل والمرشد ورائد النشاط والكاتب وأحيانا كثيرة بدور المعلم في حصص الانتظار .
وكنت أظن أن المدرسة لن تستمر سوى بجهودي ووجودي.
وحينما تقاعدت وودعت العمل في نهاية العام كنت أقول في سري(لن يستغنوا عني أبدًا وحتمًا سيحتاجوني في بداية العام).
والأسبوع الذي يسبق عودة الدوام قمت وجهزت جداول المعلمين وجداول الانتظار والمناوبة والإشراف واستقبال الطلاب وغيرها من المهام حتى إذا (استفزعوا ) بي أكون جاهزا .
وانتظرت اتصالهم في أول ساعة من اليوم الأول والساعة الثانية وباقي اليوم ولم (يرن) جوالي فقلت لعلهم مشغولين و(حايسين) في استقبال الطلاب وبداية العام.
وقلت حتما سيتصلون في اليوم الثاني ولكن لم يتصل بي أحد ، وفي اليوم الثالث اتصلت أنا بقائد المدرسة والذي كان وكيل المدرسة حينما كنت هناك.
وبعد التحية بادرته بقولي ( غريبه ماحد كلمني امس) فقال بخصوص ايش ، قلت الجداول وغيرها من الأمور فأنا ادري انكم في انتظاري ككل عام .
صمت الوكيل لثوان فقال والله يا أستاذنا الفاضل كل أمورنا أعددناها ورتبناها بعد توزيع العمل بيننا وكل واحد في مجاله والأمور على خير مايرام .
فرددت عليه وبلا شعور او مشاعر ( مستحيل ) تسوون كل هذا بدوني !
وفجأة احسست بأنني صحيت من نومي وأحلامي فاذا بالواقع غير الذي كنت أعيشه فالعجلة تدور والعمل قائم وانا الذي احرقت نفسي وانا في العمل وجدت أن ماكنت أقوم به كنت استطيع توزيعه على فريق العمل ولكن فات الأوان .
وحينما تداركت نفسي اعتذرت من قائد المدرسة وودعته على أن أظل جاهزا حينما يحتاجون مني شيئًا ولا اظن انهم سيحتاجوني !!
ختامًا : كن مخلصًا في عملك وقم بجميع واجباتك ومهامك ولكن ان كنت قائدًا فوزع العمل بين زملائك وتابع معهم ووجهم وأقبل منهم وحفزهم وأشكرهم دوما ، فالعمل يحتاج إلى الإنسانية قبل النظام والتعليمات .