صحيفة سعودية تأسست فير بريطانيا العام 2011
بريد الصحيفة - Muf2014s@gmail.com
نافذة

“جدة التاريخية: قلب المدينة النابض وشاهد على عراقة التراث السعودي”

جدة التاريخية، المعروفة أيضًا باسم “البلد”، هي القلب النابض لمدينة جدة وأحد أهم مواقع التراث الثقافي في المملكة العربية السعودية. تقع في الجزء الغربي من المدينة على ساحل البحر الأحمر، وتعود أصولها إلى أكثر من 2500 عام. تعتبر جدة التاريخية شاهداً على التطور العمراني والثقافي للمنطقة، حيث كانت بوابة رئيسية للحجاج القادمين إلى مكة المكرمة.

الخلفية التاريخية
تأسست مدينة جدة في عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان عام 647م (26هـ) كميناء رئيسي للحجاج القادمين عن طريق البحر. ازدهرت المدينة على مر العصور وأصبحت مركزًا تجاريًا هامًا في المنطقة، حيث كانت تستقبل السفن التجارية من إفريقيا وآسيا.

### العمارة والمباني التراثية
تتميز جدة التاريخية بطابع معماري فريد يجمع بين الطراز الحجازي التقليدي والتأثيرات الثقافية المتنوعة التي مرت بها المنطقة عبر العصور. تتميز المباني القديمة في “البلد” باستخدام مواد بناء تقليدية مثل الحجر المرجاني والخشب، إضافة إلى النوافذ المزخرفة والشرفات الكبيرة التي تعكس الطراز الإسلامي في العمارة.

ومن أبرز معالم جدة التاريخية:
– **بيت نصيف**: يعد من أشهر المنازل التاريخية في جدة، وكان مقر إقامة الملك عبد العزيز عند دخوله المدينة عام 1925م.
– **سوق العلوي**: أحد أقدم الأسواق التجارية في جدة، وما زال يحتفظ بطابعه التقليدي حيث تباع فيه السلع المحلية.
– **باب مكة**: أحد الأبواب القديمة للمدينة، كان يمثل نقطة الدخول الرئيسية للحجاج المتجهين إلى مكة.

الحياة الاجتماعية والثقافية
كانت جدة التاريخية مركزًا للحياة الاجتماعية والثقافية في المدينة. حيث كانت الأسواق والمجالس الشعبية مكانًا لتبادل الأفكار والأخبار بين سكان المدينة. وما زالت بعض التقاليد القديمة مستمرة حتى اليوم، مثل الاحتفالات الشعبية والمهرجانات التي تقام في المناسبات الدينية.

### جهود الحفاظ على التراث
في السنوات الأخيرة، قامت الحكومة السعودية بمبادرات عديدة للحفاظ على جدة التاريخية وترميمها. تم إدراج “البلد” ضمن قائمة مواقع التراث العالمي لليونسكو في عام 2014، مما يعكس أهميتها التاريخية والثقافية. وتستمر الجهود للحفاظ على هذا التراث من خلال ترميم المباني القديمة وتطوير البنية التحتية، مع الحفاظ على الطابع التقليدي للمنطقة.

جدة التاريخية ليست مجرد موقع أثري، بل هي جزء حي من التراث السعودي يعكس تاريخاً طويلاً من التبادل الثقافي والتجاري. وبفضل جهود الحفاظ على هذا التراث، ستبقى “البلد” شاهدة على عراقة وأصالة هذه المدينة لسنوات عديدة قادمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى