“عبدالله إدريس: رحلة من الصحافة إلى الفن التشكيلي بين الإبداع والتكريم المفقود”
منذ أكثر من خمسة عقود، انطلقت مسيرة الفنان الأستاذ عبدالله إدريس لتشكل رحلة غير تقليدية في عالم الصحافة والفن التشكيلي. انطلقت بدايته في مكتب جريدة “عكاظ” بالطائف، حيث كان صحفيًا بارزًا ومصدر إلهام لعدد كبير من الصحفيين الذين تولوا مناصب قيادية في الصحافة السعودية. كان حضوره وتوجيهه علامة فارقة في تطور الصحافة، وفتح أبوابًا جديدة للعديد من المهنيين في هذا المجال.
بعد سنوات من النجاح في الصحافة، اتجه عبدالله إدريس إلى الفن التشكيلي قبل خمسة وثلاثين عامًا، ليقدم إبداعًا مميزًا يعكس رؤيته الفنية الخاصة. أعماله كانت تتسم بلمسة فريدة من نوعها، إذ قدم تشكيلًا بصريًا يختلف عن كل ما كان موجودًا في ذلك الوقت. لقد أبدع بألوانه وخطوطه، وسحر بها المجتمع المحلي والخليجي، وتجاوزت لوحاته حدود المملكة لتصل إلى دول أوروبية، حيث نالت إعجاب وتقدير النقاد والجماهير.
عبدالله إدريس ليس مجرد فنان، بل هو حالة إبداعية خاصة، تحمل مكنونًا غير طبيعي لا يفهمه إلا القليلون. على مدار أكثر من خمسة وخمسين عامًا في الصحافة والفن التشكيلي، كان يساهم في كلا المجالين بنفس الشغف والتميز. ومع ذلك، يبدو أن هذا الفنان الفذ لم ينل التكريم الذي يستحقه على مستوى عالٍ، حيث لا تزال مسيرته الحافلة بحاجة إلى اعتراف وتقدير أكبر.
يظل عبدالله إدريس مثالاً حياً على الإبداع الذي لا يزول، وهو نموذج للإصرار والتميز في عالم الصحافة والفن التشكيلي. قد يكون تكريمه المفقود هو الشكوى الوحيدة في مسيرته، لكن إبداعه سيظل علامة فارقة تذكرها الأجيال القادمة. دمت مبدعًا يا أستاذ عبدالله، وقدّم لنا المزيد من الفن الذي يُلهم ويُعبر عن عمق الروح والإبداع.