“فوزية أبو خالد: شاعرة الأبعاد المتعددة وإشعاع الفكر النسوي”
فوزية أبو خالد، شاعرة وكاتبة سعودية، تعتبر من الأسماء البارزة في المشهد الثقافي السعودي والعربي. وُلدت في الرياض عام 1955، وبدأت مشوارها الأدبي والشعري في سن مبكرة، حيث نشرت أولى قصائدها وهي ما زالت طالبة في المرحلة الثانوية. درست علم الاجتماع في جامعة الملك سعود، ومن ثم أكملت دراساتها العليا في الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة.
تميزت فوزية أبو خالد بقدرتها على المزج بين الأدب والقضايا الاجتماعية والسياسية، مما جعلها صوتاً نسائياً قوياً في المملكة وخارجها. قصائدها تحمل روح التمرد والرغبة في التغيير، وتعكس قضايا المرأة العربية ونضالاتها من أجل الحرية والعدالة. لقد كانت أبو خالد من أوائل الأصوات التي دافعت عن حقوق المرأة وطرحت موضوعات جديدة وغير مألوفة في الساحة الأدبية السعودية.
من أبرز دواوينها الشعرية “إيقاعات أنثوية” و”نافذة تفتح في الجدار”، التي جسدت فيها مشاعرها وأفكارها حول القضايا الاجتماعية والسياسية بأسلوب شعري حداثي. كما أن كتاباتها النثرية والمقالات التي نشرتها في الصحف والمجلات تناولت قضايا مهمة مثل الهوية والحرية وحقوق الإنسان، مما عزز من مكانتها كمثقفة ومفكرة مؤثرة.
لم تقتصر مساهمات فوزية أبو خالد على الشعر فقط، بل امتدت إلى مجالات أخرى مثل التعليم والعمل الاجتماعي. كانت لها مشاركات فعالة في المؤتمرات والندوات الثقافية، وساهمت في تطوير الفكر النسوي في السعودية من خلال طرحها لأفكار جريئة ومبتكرة. بالإضافة إلى ذلك، عملت كأستاذة في جامعة الملك سعود، حيث أثرت في أجيال من الطلاب والطالبات، ودعمتهم في التعبير عن أنفسهم بحرية.
فوزية أبو خالد تظل رمزاً للشعر النسوي الحديث في العالم العربي، وشخصية أدبية تركت بصمة لا تمحى في الثقافة السعودية. عبر كتاباتها وأشعارها، نجحت في تحدي التقاليد والنمطية، وفتحت آفاقاً جديدة للمرأة السعودية والعربية للتعبير عن ذاتها وللمطالبة بحقوقها. رحلتها الأدبية والفكرية تستمر في إلهام الأجيال الجديدة، وستبقى قصائدها وأفكارها محفورة في الذاكرة الثقافية العربية.