“فوزي بليلة: شاعر الهدوء وعاصفة العطاء”
كتب/ محمد إدريس
في عالم الصحافة والأدب، يلتقي المرء بأشخاص يحملون في طياتهم نفحات من الإبداع، وأسراراً من العطاء المتجدد. كان لي شرف اللقاء بأحد هؤلاء الأشخاص، صديقي الدائم وزميلي السابق في صحيفة “مفاكرة”، الأستاذ فوزي بليلة، أبو إياد.
منذ لقائنا الأول قبل سنوات ليست بالبعيدة، لفت انتباهي أسلوبه المميز في كتابة الشعر. كان شعراً ينبض بالحياة، يتجاوز الكلمات ليصل إلى أعماق الروح. شاءت الأقدار أن يجمعنا العمل في صحيفة “مفاكرة”، وكانت أفكارنا تتلاقى في كيفية تطويرها، للخروج بها في مرحلتها الثالثة، مرحلة مختلفة في كل شيء. مرحلة تعانقت فيها التكنولوجيا مع الصحافة التقليدية، لتشكل لوحة جديدة تعكس متطلبات المتلقي الحديث.
فوزي بليلة كان رفيقي في تلك المرحلة الصعبة. مرحلة كنت أعاني فيها من نقص حاد بعد تفرق بعض الزملاء، وتركهم لي في منتصف الطريق. لكنه، بهدوئه الغريب، كان دائماً حاضراً. خلف هذا الهدوء كانت تتخفى عاصفة من العطاء التكنولوجي والمهني. كانت خبرته العميقة في مجال التكنولوجيا والصحافة، بمثابة الزاد الذي كنت أحتاجه لإكمال المسير.
فوزي بليلة ليس مجرد صحفي أو تكنولوجي، بل هو شاعر مرهف الحس. شخصيته تعجبك بمجرد التعامل معه، لقدرته الفائقة على الجمع بين هدوء الفكر وقوة العطاء. هو نموذج للإنسان الذي يبذل نفسه في سبيل العمل، وفي سبيل أصدقائه، دون أن يطلب شيئًا في المقابل.
لا أستطيع أن أوفيه حقه مهنياً، لكنني أستطيع القول إن فوزي بليلة كان ولا يزال رمزاً للصداقة الحقيقية، وللعطاء الذي لا ينضب. دمت بخير يا صديقي، ودام عطاؤك الذي لا يعرف التوقف.
فوزي بليله
اشكرك أ. محمد على ما كتبته..
ولك التحية والتقدير ولقلمك المميز..