تأسست في بريطانيا 2011
بريد الصحيفة - Muf2014s@gmail.com
نافذة

الحرف المتمرد: رحلة عبدالرحمن إدريس في دروب الصحافة

في أزقة الزمن، حيث يتسابق الصحفيون على نقل الحقيقة، كان هناك رجلٌ اختار أن يسير في طريقٍ مختلف، متحررًا من قيود التقاليد ومتجاوزًا حدود المألوف. إنه عبدالرحمن إدريس، الصحفي الذي نسج اسمه بخيوط الشجاعة والإبداع على صفحات الصحافة السعودية.

منذ أن خطت قدماه أولى خطواته في عالم الصحافة من بوابة “الجزيرة”، لم يكن عبدالرحمن إدريس صحفيًا عاديًا، بل كان أشبه بفنانٍ يُشكِّل الحروف كما يشاء، ويصوغ الكلمات بلغةٍ تتجاوز المعتاد. كان يلتقط الأخبار من زوايا غير مرئية، ويسبر أغوار المواضيع التي يخشى الآخرون من التطرق إليها. كانت له رؤية، وامتلك الجرأة في طرحها بأسلوبٍ يترك القارئ متشبثًا بكل حرف.

ينتمي عبدالرحمن إلى أسرةٍ صحفيةٍ متميزة؛ كان أخوه مصطفى إدريس نائب رئيس تحرير “عكاظ”، وعبدالله إدريس الذي أبدع بألوانه كفنانٍ تشكيلي، وعمر إدريس الذي قاد القسم الاقتصادي في “الرياض”. ولكن رغم هذه النجوم الساطعة من حوله، أضاء عبدالرحمن سماء الصحافة بأسلوبه الخاص، ليصبح مدرسةً صحفية قائمة بذاتها.

من صحيفة “الجزيرة” إلى “المسائية” وحتى “اليوم”، كان عبدالرحمن إدريس دائمًا مختلفًا. لم يكن يكتب ليُرضي، بل كان يكتب ليُحدث ثورة في فهم القراء، ليُقدم لهم زاوية جديدة للنظر إلى العالم. ينتمي عبدالرحمن إلى مدرسة الصحافة الابتكارية، حيث يُغرق القلم في بحر التفاصيل، ويُبحر في مواضيع لم يتجرأ غيره على تناولها.

عبدالرحمن إدريس، الذي نسج من الحروف ثورة، سيظل رمزًا للصحفي الذي لا يعرف حدودًا في البحث عن الحقيقة، رجلٌ كتب اسمه بأحرفٍ من ذهب في صفحات الصحافة السعودية، تاركًا إرثًا من الإبداع والجرأة قلَّ نظيره.

في كل مقالٍ كتبه، وفي كل موضوعٍ تطرق إليه، يظل عبدالرحمن إدريس مثالاً للصحفي الذي لا يتبع التيار، بل يصنعه، ليظل دائمًا وأبدًا “الحرف المتمرد”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى