حفريات الشوارع وأعمال الصيانة في المدن السعودية… عبء متكرر مع بداية العام الدراسي
مع اقتراب بداية كل عام دراسي، يجد الأهالي والطلاب في معظم مدن المملكة أنفسهم عالقين في زحمة المرور الناتجة عن مشاريع الحفريات وأعمال الصيانة في الشوارع. هذه المشاريع، التي تتعلق بصيانة شبكات الهاتف أو تمديدات الكهرباء، غالبًا ما تتزامن مع دخول الموسم الدراسي، مما يثير تساؤلات حول تنسيقها وجدواها في هذا التوقيت الحساس.
**فوضى متكررة… وقلق دائم**
يصف المواطن فهد، أحد سكان مدينة الرياض، معاناته قائلاً: “في كل عام، نواجه نفس المشكلة. الشوارع تكون مليئة بالحفريات وأعمال الصيانة في وقت يبدأ فيه الجميع بالتحرك نحو المدارس والجامعات. الزحمة تكون غير معقولة، ولا نجد أي تفسير منطقي لبدء هذه الأعمال في هذا التوقيت بالذات.”
أما في مدينة جدة، تشير مريم إلى أن معاناتها لا تقتصر على التأخير في الوصول إلى المدرسة مع أطفالها، بل تمتد إلى قلق دائم على سلامتهم. تقول: “مع كل هذه الحفريات، نضطر إلى تغيير مسارنا المعتاد، ما يزيد من وقت الرحلة ويجعل الطريق أقل أماناً.”
**تأثيرات سلبية على العملية التعليمية**
من جهة أخرى، يرى سالم، مدرس في إحدى المدارس الثانوية في المدينة المنورة، أن تأخير الطلاب عن الدوام المدرسي ينعكس سلبًا على استيعابهم للدروس. يوضح قائلاً: “عندما يتأخر الطالب عن الحصة الأولى أو يصل إلى المدرسة مرهقًا من الطريق، فإن ذلك يؤثر على تركيزه ومستوى تفاعله في الصف. هذا التأخير المتكرر يقلل من فرص التعلم الجيد.”
**لماذا يبدأ العمل في هذا التوقيت؟**
يشير أحمد، خبير في إدارة المشاريع، إلى أن بعض الجهات المسؤولة عن هذه المشاريع لا تأخذ بعين الاعتبار بداية العام الدراسي عند التخطيط لأعمال الصيانة. يقول: “المشكلة تكمن في ضعف التنسيق بين الجهات المعنية. المشاريع تكون مجدولة مسبقًا دون مراعاة الظروف المحيطة مثل موسم الدراسة، مما يؤدي إلى حدوث مثل هذه الفوضى.”
ويضيف: “المسؤولية تقع على عاتق الجهات التنظيمية التي يجب أن تضمن وجود خطة شاملة تنسق بين مختلف المشاريع وتراعي توقيتها لتجنب الإضرار بالحركة اليومية للمواطنين.”
**آمال في تحسين الوضع**
في ختام هذا التحقيق، يبقى السؤال قائماً: هل ستتمكن الجهات المعنية من تحسين آلية تنسيق المشاريع في الشوارع، بحيث لا تتزامن مع بداية العام الدراسي؟ يأمل المواطنون في مدن المملكة كافة أن تتخذ خطوات جدية في هذا الاتجاه لتجنب تكرار هذه الفوضى السنوية.
إن التنسيق المسبق بين الجهات الخدمية ووزارة التعليم، ووضع خطة زمنية تناسب الجميع، قد يكون هو الحل الأمثل لتجنب هذه المشاكل المتكررة. وختامًا، يبقى صوت المواطن هو الأداة الفعالة للتغيير، وعلى الجهات المعنية أن تستمع إليه وتعمل على تحسين جودة الحياة اليومية، خاصة في أوقات مهمة مثل بداية العام الدراسي.