تأسست في بريطانيا 2011
بريد الصحيفة - Muf2014s@gmail.com
كتاب مفاكرة

من نافذة رواشين: حين فتحت الأبواب على مصراعيها”

كتب/ محمد إدريس

في حياة كل إنسان مراحل فاصلة، تلك اللحظات التي تُحفر في الذاكرة بحروفٍ من نور، تُطل منها على أفق جديد لم يكن في الحسبان. كانت تجربتي في كتابة مقال ضمن مجلة “رواشين” الإلكترونية التابعة لأمانة جدة واحدة من تلك اللحظات.

أذكر تلك الأيام جيدًا، قبل أن يجتاحنا وباء كورونا. كنت في فترة انتقالية، أنظر إلى حياتي المهنية من زاوية مختلفة، وكأنني متكئ في ركن منسي داخل إدارة العلاقات العامة، أترقب بحذرٍ المجهول. حينها، لم أكن أدرك أن تلك الفترة ستفتح لي أبوابًا جديدة وتمنحني فرصة للغوص في أعماق العمل الإداري.

وهنا تأتي الأستاذة فاطمة الغامدي، الإنسانة النبيلة، التي بفطنتها الإدارية اللامعة، استقطبتني إلى دائرة العمل المؤسسي في أمانة جدة. كانت تجيد فن القيادة وتعرف كيف تحرك قطع الشطرنج في اللعبة الإدارية. لم تكن فقط تدير، بل كانت تفتح آفاقًا جديدة لمن يعمل معها، آفاقًا لم أكن أتوقع أنها ستقودني إلى حيث وقفت.

وكم كانت مصادفة غريبة أن يتولى زميلي وصديقي، الروائي الأستاذ طاهر الزهراني، مسؤولية إدارة الثقافة في أمانة جدة في ذات الفترة. كان طاهر، بعينٍ أدبية ثاقبة، يشرف على مجلة “رواشين”، والتي استمدت اسمها من تلك الرواشين التي طالما زينت بيوت جدة القديمة. كتب لي القدر أن أساهم في هذه المجلة، في تجربة ما زالت تترك في نفسي أثراً لا يُنسى. كنت أشعر أن كلماتي تترك صدىً في عالم طاهر، ذلك الإنسان الذي يعرف كيف يستثمر الكلمة، وكيف يستقطب روادها.

كانت تلك الفترة مليئة بالتصادمات الغريبة، لكنها كانت أيضًا مليئة بالجمال. كل ما حدث فيها، كل تلك الغرائب، لم تزدني إلا تقديرًا لتلك الذكريات التي أسترجعها اليوم بابتسامة. تجربة “رواشين” لم تكن مجرد كتابة مقال، بل كانت نافذة جديدة على عالمٍ أعمق، عالم من الأصدقاء والمعلمين، من الصدف والفرص.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى