انتشار الجرذان في حي الرحمانية بجدة: سكان يعيشون تحت وطأة الخوف والبحث عن حلول
فاطمة إبراهيم – جدة
في قلب حي الرحمانية الواقع شمال شرق جدة، يتزايد القلق بين السكان بسبب انتشار الجرذان، التي باتت تغزو الشوارع والمنازل بشكل غير مسبوق. هذه الكائنات، التي لطالما كانت رمزاً للرعب في القصص الشعبية، أصبحت جزءاً من الحياة اليومية لسكان الحي، مما يثير تساؤلات حول أسباب انتشارها والجهود المبذولة لمكافحتها.
غزو الجرذان: بين الإهمال البيئي وتراكم النفايات
يرجع العديد من سكان الرحمانية انتشار الجرذان إلى التراكم المستمر للنفايات في المنطقة. فرغم الجهود المبذولة من قبل أمانة جدة لتنظيف الشوارع وجمع القمامة، إلا أن غياب التنسيق والتأخير في جمع النفايات خاصة في الأراض الفضاء جعل من المنطقة بيئة خصبة لتكاثر الجرذان. هذه المشكلة لم تعد تتعلق فقط بتشويه المنظر العام للحي، بل أصبحت تشكل تهديداً صحياً حقيقياً مع تزايد خطر انتشار الأمراض التي تحملها الجرذان.
سكان الرحمانية: بين الخوف والغضب
يشعر سكان الحي بالعجز أمام هذه المشكلة، حيث يصف البعض منهم حياتهم اليومية بأنها أصبحت “معركة” ضد الجرذان. تروي إحدى الساكنات: “أصبحت أخشى ترك نافذة المطبخ مفتوحة حتى لا تقتحم الجرذان منزلي. لم أكن أتوقع أن أعيش في هذا الوضع، خاصة وأننا نحرص على نظافة منازلنا”.
أثناء التجول في شوارع حي الرحمانية، قابلنا السيدة أم محمد، وهي أم لثلاثة أطفال وتعيش في إحدى الفلل بالحي. كانت ملامح القلق بادية على وجهها وهي تتحدث عن معاناتها اليومية مع انتشار الجرذان. “أعيش في خوف دائم على أطفالي”، تقول أم محمد. “الجرذان تتجول نراها تقترب من النوافذ. أخشى أن تتسلل إلى داخل البيت وتنقل الأمراض لأطفالي، لا قدر الله. لا يمكنني النوم بارتياح وأنا أعلم أن هناك خطراً يحيط بنا كل ليلة.”
تؤكد أم محمد أن هذه المشكلة أثرت بشكل كبير على حياتها وحياة أطفالها، حيث تضطر إلى اتخاذ احتياطات إضافية للحفاظ على سلامتهم. “لا أسمح لأطفالي باللعب في المناطق المجاورة للمنزل كما كانوا يفعلون من قبل، وهذا يسبب لهم ولنا جميعاً الكثير من الإحباط. نأمل أن نجد حلاً قريباً، لأن الوضع لم يعد يحتمل.”
في الوقت الذي ينتظر فيه سكان حي الرحمانية تحركاً حاسماً من الجهات المعنية، يظل الأمل معلقاً على قدرتهم في الاستمرار في الدفاع عن حيهم من هذا الغزو غير المرغوب. لكن الأهم من ذلك هو تضافر الجهود لضمان بيئة نظيفة وآمنة للجميع. ففي نهاية المطاف، حماية الحي تبدأ من الوعي بأهمية النظافة ومنع الجرذان من العثور على ملاذ لها في منازلنا وشوارعنا.