صحيفة سعودية تأسست في بريطانيا العام 2011
بريد الصحيفة - Muf2014s@gmail.com
نافذة

أجهزة الآيباد وتأثيرها على قدرة النطق لدى الأطفال: بين الفائدة والضرر

في السنوات الأخيرة، أصبحت أجهزة الآيباد جزءًا لا يتجزأ من حياة الأطفال، حتى في سن مبكرة. ومع انتشار هذه الأجهزة، بدأت تظهر تساؤلات حول تأثيرها على تطور الأطفال، خاصة فيما يتعلق بقدرتهم على النطق والتواصل.

تشير دراسات حديثة إلى أن التعرض المفرط للشاشات الإلكترونية، بما في ذلك أجهزة الآيباد، قد يؤثر سلبًا على تطور مهارات النطق لدى الأطفال بين سن ثلاث إلى خمس سنوات. فقد لاحظ بعض الأطباء والمختصين أن الأطفال الذين يقضون وقتًا طويلاً أمام هذه الأجهزة يواجهون تحديات في تعلم الكلمات الجديدة، وصياغة الجمل، والتفاعل الاجتماعي مع الآخرين.

**التفاعل الاجتماعي مقابل الشاشات:**

“لقد لاحظت تأخرًا في قدرة طفلي على النطق مقارنةً بأقرانه الذين لا يستخدمون الآيباد بشكل مفرط”، تقول سارة عبد الله، وهي أم لطفل يبلغ من العمر أربع سنوات. وتضيف: “بالرغم من أنني أحرص على اختيار التطبيقات التعليمية، إلا أنني أشعر أن تفاعل طفلي مع الجهاز لا يمكن أن يعوض التفاعل الاجتماعي المباشر مع الأسرة والأصدقاء.”

هذا القلق ليس محصورًا بسارة فقط. الكثير من الآباء والأمهات يشيرون إلى تأثير الأجهزة على قدرة أطفالهم على التواصل. فمن المعروف أن تعلم اللغة يعتمد بشكل كبير على التفاعل اللفظي والاجتماعي، حيث يتعلم الأطفال الكلمات من خلال الاستماع إلى الآخرين ومراقبة تعابير وجوههم وحركاتهم.

**الآيباد كأداة تعليمية:**

من ناحية أخرى، يعتقد بعض الخبراء أن الآيباد يمكن أن يكون أداة تعليمية فعالة إذا تم استخدامه بشكل صحيح وتحت إشراف البالغين. “هناك تطبيقات تعليمية تم تطويرها خصيصًا لتحسين مهارات النطق واللغة لدى الأطفال”، يقول الدكتور أحمد الغامدي، اختصاصي في تنمية الطفولة المبكرة. “لكن الأمر يعتمد بشكل كبير على كيفية استخدام هذه التطبيقات وعلى مقدار الوقت الذي يقضيه الطفل أمام الشاشة.”

ويضيف الدكتور الغامدي: “النقطة الأساسية هي التوازن. لا يجب أن تكون أجهزة الآيباد بديلاً عن التفاعل الاجتماعي أو اللعب الحر، بل يمكن أن تكون أداة مساعدة ضمن مجموعة من الأنشطة التي تساهم في تطور الطفل.”

 

بينما توفر أجهزة الآيباد فرصًا تعليمية وترفيهية، إلا أن استخدامها المفرط دون مراقبة قد يؤثر على قدرة النطق لدى الأطفال في مراحلهم العمرية الحساسة. لذا، يوصى بتحديد وقت الاستخدام والحرص على دمج الأنشطة الاجتماعية واللفظية في الحياة اليومية للأطفال، لضمان نمو متوازن وتطور صحي في مهاراتهم اللغوية والاجتماعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى