صحيفة سعودية تأسست فير بريطانيا العام 2011
بريد الصحيفة - Muf2014s@gmail.com
ضيف القلم

” أثر مشاعر الحب على جهاز المناعة؟”

بقلم/ المستشار د. عبدالإله محمد جدع

يعكس جهاز المناعة حالة الجسم الصحية عامة وحالة القلب والدماغ بشكل خاص إذ يتأثر كثيراً بإحساس الإنسان ومشاعره بل وحتى تفكيره، وقد ثبت عِلمياً بأن هناك علاقة وثيقة بينه وبين مخ الإنسان ومزاجه وذلك بعد أن تبين بأن جهاز المناعة يفرز نفس الموصّلات العصبية التي يفرزها المخ.وقداشتغل عالم البيولوجيا الأحيائي الأمريكي دكتور Bruce Lipton على بحوث متميزة في الجينات وعلم الوراثة وجهاز المناعة ثم علاقة الشعور أو المشاعر بتحريك الغطاء الجيني في الخليّة وصحته وتقوية مناعته على وجه العموم،، ومن المثير والجدير بالذكر والتعليق بحثه الذي أثبت فيه بأنّ الحب يصنع المعجزات في حياة الإنسان منذ الطفولة و طيلة مراحل عمره حتى الكهولة، ولذلك يلاحظ على طفل التوحّد مثلا أنه يصنع حاجزاً دفاعياً إنعزالياً أمام البيئة المحيطة من حوله لأنه فقد الحب!!والأمر يتجسّد بشكل مختلف في مراحل عمر الإنسان السليم جسدياً ونفسياً وعقلياً، إذ يلاحظ أن من يحظى بحب شريك حياة أو حبيب ولديه دفقاً إيجابياً منتظماً من المشاعر يكون أكثر حيوية ومناعة و أكثر إحساساً وقدرة على إعادة ضخّ الحب التبادلي مع من حوله الأمر الذي يجعله أكثر قوة في مواجهة الأخطار والمصاعب
ويمكن استنتاج ملخص مخرجات بحث دكتور بروس الجوهرية في أن :افتقاد الحب هو المحرك الرئيس للإختلال الجيني في الخلية والجهاز المناعي،

كما يؤكد الدكتور جوزيف كلاس من ناحية أخرى في كتابه “القلب بين الطبيب والأديب” أن أبحاث علم المناعة النفسية و العصبية الحديثة أظهرت بأن الدماغ يولّد جزيئات خاصة تدعى “NEUROPEPTIDES” تتفاعل مع كل خلية بالجسد بما في ذلك خلايا الجملة المناعية، وأن أي تأثّر أو انفعال يولد هذه الجزيئات التي تستقبلها كل الخلايا، وأن الانفعالات ليست في العقل والنفس فحسب، وإنما هي في الجسد أيضاً .وتبين من دراسة أُجريت على خريجي جامعة هارفرد، أن أكثر الخريجين تشاؤماً كانوا أكثرهم عرضة للإصابة بالامراض، وأن المزاج يمكنه أن يؤثر في نشاط خلايا الجسم المناعية، وهذا ما قاله ابن سينا منذ أكثر من ألف عام. ومهما يكنْ من أمر الأبحاث العلمية وما كشفته، وما ستكشفه في المستقبل فإنه من الواضح أن الاتصال بين العقل والجسد قادرٌ على صنع الفارق بين الصحة والمرض، وللحقيقة فإن غياب الحب وجفاف المشاعر والحرمان، كل ذلك يؤدي إلى تعكّر المزاج و تحسّس النفس وعصبيتها والشعور بالوهن وسرعة الغضب والإنفعال لأتفه الأسباب، ولعل هذا ما يفسّر تحوّل الاختلافات البسيطة خلال المناقشات في البيوت الزوجية إلى خلافات وصراعات بسبب افتقاد أحد الطرفين للحب و معاناته من جفاف المشاعر فيفرغ شحنات مافقده في التنفيس عن غضبه بالخلاف على عكس المشبّعين بالحب وإرتواء المشاعر فهناك مادة السيروتونين الكيميائية
Serotonin
التي يفرزها الجسم حين الوقوع في الحب والسعادة فيه، فترتفع نسبتها وتنعش الفؤاد والمشاعر والعكس عند انخفاضها مما يسبب الاكتئاب والقلق عند التعساء والمصدومين في العلاقات والحب،، إذن فالحب يصنع المعجزات وفقدانه يدمر العلاقات وهو عامل نحتاجه في استقرار نفوسنا وتوازنها وبالتالي تقوية مناعتنا
ومن المهم التعرّف على معالم الحب وعوامل انتعاش وروده أوذبولها وقد تناولت ذلك بالتفصيل في كتابي/
“خلاف أم اختلاف لأن العلاقة كقطعة البازل”
ومن أهم تلك المعالم:
– الرعاية والاهتمام والإحترام
– السؤال عن الأحوال وفتح مواضيع للحوار
– تذكّر المناسبات والإحتواء عند المعاناة والازمات
– تخطّي حاجز الصمت والتجاهل القاتلين للحب
– المهارة في التعبير عن المشاعر واللياقة والإتيكيت في التعامل،،
-التغاضي والتغافل
وكلها مقومات نضوج الحب وانتعاشه، فهي مثل الماء الذي ترشّه على الزهور والورود لتبقى منتعشة،،

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى