صحيفة سعودية تأسست فير بريطانيا العام 2011
بريد الصحيفة - Muf2014s@gmail.com
ضيف القلم

معرض الكتاب وثقافات الأمم

اكتشف البشر الكتابة منذ القدم ،وأصبحت وسيلة التواصل الأولى فيما بينهم ،وقد تعرفنا على كثير من الحضارات والتاريخ والعلوم عن طريق الكتب والكتابة ،ونقل لنا الكتاب والعلماء والأدباء الكثير من تاريخ عصرهم وأحداثه وعلومه وفنونه وآدابه بل وحتى حروبه ومآسيه.

إن الأمم تتناقل أخبارها بالكتابة والكتب ،إذن فالكتابة وسيلة إتصال مثلى وأرقى وسائل الإتصال . واستمرت الكتابة والتدوين عصرا بعد عصر مع تغيير الأدوات من الريشة والحبر إلى الأقلام إلى الكتابة عن طريق الطباعة إلى الكتابة الإلكترونية إلى الكتابة عبر هواتفنا النقالة.

ولكن كما هو سحر الكتابة باقي، يبقى سحر الكتاب والورقة والقلم، سحر لا ينتهي وإلهام لا ينضب للكاتب ،فيكفي أن تبدأ الفكرة ويجري القلم على الورق ليسطرها وتتابع الفكرة تلو الفكرة والجملة بعد الجملة إلى أن ينال الكاتب مراده في مايريد إيصاله إلى القارئ .

وهنا تزدهر المكتبات وتمتلئ الرفوف بالإبداعات والكتابات والكتب لشتى العلوم . وقد صنع البشر خيرا بنشر حضاراتهم عبر الكتب والكتاب، ثم تنشر هذه الحضارات عن طريق معارض الكتاب التي تقام في أنحاء متعددة من العالم ،وأنا أعتبر معارض الكتاب ثورة حضارية في عالمنا .

أما عن تعريف معرض الكتاب فهو معرض وملتقى سنوي يعنى بالكتاب ، ومجتمع منتجي ومسوقي الكتاب وصناعه من مكتبات ودور نشر وموزعون ومؤلفون ومنتجوا الوسائط التعليمية ومؤسسات الثقافة ومنظمات حكومية وشبه حكومية ، والمكتبات العامة ، ومراكز البحوث والجمعيات ومؤسسات التعليم ،ووسائل الإعلام .

وفي أغلب الأحيان يتجاوز معرض الكتاب كونه مجرد سوق كبير ومؤقت للكتاب ،فيشمل العديد من الفعاليات والأنشطة مثل: الندوات الثقافية وورش العمل والمعارض واللقاءات ضمن إطار الكتاب ومحتواه وصناعته .
أما عن تاريخ معرض الكتاب فقد كان أول ظهور لمعرض الكتاب في العالم هو معرض فرانكفورت الدولي للكتاب عام ١٤٣٩ للميلاد منذ خمسة قرون ، وقد بدأ المعرض في فرانكفورت البلد الذي شهد إختراع المطبعة ، ويعد معرض فرانكفورت الدولي للكتاب أكبر تجمع ثقافي يعتني بالكتاب والأدب على مستوى العالم .

أما على مستوى العالم العربي فقد كانت بيروت هي أول بلد عربي يقام فيها معرض الكتاب العربي في ٢٣ نيسان ١٩٥٦ للميلاد ثم تتابعت بعد ذلك المعارض العربية .

وأما عن بدايات معرض الكتاب في المملكة العربية السعودية فقد كانت في العاصمة الرياض التي استضافت معرض الكتاب الذي نظمته جامعة الملك سعود في عام ١٣٩٧ للهجرة الموافق ١٩٧٦ للميلاد ، برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ، حينما كان أميرا لمنطقة الرياض .

وفي عام ١٤٢٧ للهجرة الموافق ٢٠٠٦ للميلاد تولت وزارة التعليم العالي وقتها (وزارة التعليم حاليا) التنظيم ، ثم انتقل تنظيمه إلى وزارة الثقافة والإعلام (وزارة الثقافة حاليا)، وتعددت معارض الكتاب في المدن السعودية في الرياض وجدة والمدينة المنورة والمنطقة الشرقية وتختلف معارض الكتاب مابين الدولية والإقليمية والمحلية التي تستضيف دور نشر من دول متعددة عالمية وعربية ، وأيضا كل عام هناك ضيف في المعرض الدولي .

وانتقلت في الوقت الحالي مهمة تنظيم معارض الكتاب في المملكة إلى هيئة الأدب والنشر والترجمة التي تبهرنا كل عام بالتنظيم والمستجدات في عالم الكتب والعلم والعلماء والنشر .

ونعيش في هذه الأيام فعاليات معرض الكتاب في جدة الذي يحظى بإقبال الكثير من القراء والكتاب والأدباء ودور النشر وتتنوع الفعاليات مابين دور النشر لبيع الكتب والمحاضرات والمسرح وورش العمل ومنطقة الطفل والكثير من المرافق التي تخدم الزائر للمعرض في كل عام .
ومما يسترعي الإنتباه في هذه المعارض أن يحرص المنظمين على إستقبال الزوار أفضل إستقبال بالتهليل والترحيب وتقديم الإرشادات لأنهم حلقة الوصل مع الزوار الذين يأتون من مختلف الخلفيات الثقافية فمنهم المواطنون والمقيمون والزائرون من الخارج وهذه المعارض هي أفضل محطة للتواصل بين الأمم وثقافاتها .
ويهتم المنظمين في معارض الكتاب في كل عام بالهوية التي تمثل المعرض والشعارات التي يتبناها وأجملها الرياض تقرأ وجدة تقرأ ، وهي من أجمل الشعارات التي تعبر عن معرض الكتاب وعن الكتاب وعن محبي الكتاب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى