تأسست في بريطانيا 2011
بريد الصحيفة - Muf2014s@gmail.com
كتاب مفاكرة

سارق الضحكة

بقلم| إيناس فرج

دخلت ذات يوم إلى فيلم في السينما .. يقال أن الفيلم كوميدي .. العنوان من العبارات الرنانة التي فجرت تساؤلات وقضايا عديدة تحدث عنها الكثير مرة بالدراما ومرة بالكوميديا وغير من عاشها حقيقة وواقعا .في الفيلم الأسماء اللامعة الكبيرة ،أسماء شابة اشتهرت بخفة الدم والظرف في هذا العصر ، ويبدوا من انتقاء الممثلين أنهم جمعوا عدة أهداف فيهم للنجاح الاسم الكبير ،خفة الدم ، الضحك الساخر ، الضحك بتلاعب الكلمات ، الضحك للمفارقات بين الممثلين والممثلات في الأشكال والأعمار والجمال .
ولكن…..ثم لكن لم يكن الضحك حقيقي . ضحكنا لأننا دخلنا الفيلم ببرمجة عقلية أن الفيلم كوميدي ، يعني حنضحك ،فعندما تأملت قليلا الكلمات والقصة فقدت متعة الضحك العفوي الحقيقي لأن المشاهد مصطنعة ، المشهد المصطنع يسرق الضحكة ، الأفيهات المفتعلة المتعمدة تسرق الضحكة ، السب والشتم والضرب والتهزئ في المشاهد ضحك ساخر مسئ ، أحتاج ضحكة بريئة ، مواقف عفوية حقيقية وغير حقيقية مضحكة بدون خدش الحياء وبدون إبتذال أخلاقي .
أعرف أن المعادلة صعبة لكن الكتاب ورواد صناعة السينما بإمكانهم تحقيق هذه المعادلة كما فعل من قبلهم ، في الأفلام الكوميدية التي بقيت في ذاكرة الناس يشاهدها الأجيال عبر السنين ، نريد أن نضحك وفق المعطيات الجديدة والمواقف البشرية الطارئة التي تحدث دون إبتذال ، أريد أن أضحك فقط لأنهم أبدعوا في مشهد مضحك ، ليس لأنهم قالوا أنه مشهد مضحك .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى