تأسست في بريطانيا 2011
بريد الصحيفة - Muf2014s@gmail.com
الرئيسية

اعتماد الخطة الاستراتيجية لوثيقة بناء الجسور في مكة

تبنَّى كبار مفتي الأمة الإسلامية “موسوعة المؤتلف الفكري الإسلامي“، فيما اعتمدوا الخطة الإستراتيجية لوثيقة “بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية”، وذلك في ختام النسخة الثانية من المؤتمر الدولي: “بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية” الذي انعقد يومي 6 – 7 رمضان في مكة المكرمة برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.

ودشن المؤتمرونَ “موسوعة المؤتلف الفكري الإسلامي” التي أعدها مركز الحماية الفكرية بوزارة الدفاع السعودية في السعودية وأعدها ستون عالمًا وحُكمت من قبل الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء في السعودية، وعدد من أصحاب الفضيلة والمعالي أعضاء الهيئة، ومجمع الفقه الإسلامي، والمجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي لتكون خارطةَ طريقٍ للعلاقات بين المذاهب الإسلامية وفق مفهوم المشترك الإسلامي الجامع.

بناء الجسور تعزيز للتآخي

وقرَّرَ المؤتمرون في البيان الختامي اعتبارَ “وثيقة بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية” ببنودها الثمانية والعشرين الأساس والمنطلَق في مسار العمل الإسلامي المشترك “علميًّا” و”فكريًّا”، في أفق تعزيز التآخي والتضامن بين شعوب الأمّة المسلمة.

اعتماد وثيقة بناء الجسور

وقرر المؤتمرون تعديل مسمى “اللجنة التنسيقية”، في وثيقة بناء الجسور بين المذاهب الاسلامية، إلى “المجلس التنسيقي بين المذاهب الإسلامية”، واعتماد نظام المجلس، ومقترح تسمية رئيسه وأعضائه وأمينه، على أن يتولى المجلس العمل على مسارات تفعيل بنود الوثيقة في المجتمعات المسلمة، والإشراف على تنفيذ “الخطة الإستراتيجية والتنفيذية لوثيقة بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية”، ومتابعة البرامج والمبادرات المنبثقة عنها.

دعم القضية الفلسطينية

وأكّد المؤتمرون موقفهم الداعم لصمود الشعب الفلسطيني على أرضِه، ورفْض مشاريع التهجير والتدمير، ومطالبة المجتمع الدولي بالاعتراف بحقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف، وتشكيل وفودٍ من علماء الوثيقة؛ لحشد الجهود العالمية من الشخصيات الدينية والمجتمعية المؤثرة لنصرة قضيته، واستعادة حقوقه.

إطلاق جائزة سنوية

وأعلنوا إطلاق جائزة سنوية تُقدَّم للروّاد من المؤسسات والأفراد الذين يُسهمون في تحقيق أهداف “وثيقة بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية”، وشدَّد المؤتمرون على اعتزازهم بالهوية الجامعة، وتمسُّكهم بأصول الإسلام ومحكماته، وإيمانهم بوجوب اعتصام المسلمين بحبل الله.

احترام التنوع

ودعوا إلى أهمية احترام وجود التنوع الإسلامي، والتعامل في مسائل الخلاف ضمن الأُطر الإسلامية المؤسَّسة على أدب الخلاف، وعدم الانجرار إلى مزالق التكفير ومخاطر التناحر والتنابز.

التحذير من السجالات الحادة

وحذَّروا من تبعاتِ ما تشهدُهُ بعضُ الوسائط الإعلامية من سِجالاتٍ حادة تُوغر الصدور وتثير النزاع والفرقة بذرائع تجلب من المفاسد أعظم مما تتوهَّمه من المصالح، فأجَّجت الضغائن، واستثارت التعصب، واستولدت البغضاء سادرةً عن منّة الله على المؤمنين: ﴿وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ما أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾.

وثمَّن المشاركون الجهود النوعية لرابطة العالم الإسلامي في إعادة صياغة العلاقات المذهبية في “وثيقة بناء الجسور”، على أُسُسٍ متينة من حكمة الشرع وسعته، وحرصها ألا يكون هذا المسلك مبادرةً آنيةً فحسب، بل برامج عملية، وشراكات إستراتيجية تستثمر المُشتَرك الواسع، نحو مستقبل أكثر تكاملًا وتلاحمًا بين أبناء الأمة الإسلامية.

تضامن إسلامي

وأكَّد المؤتمرون من علماء ومفتين ومفكرين عزمهم على المُضيِّ قدمًا نحو الطموح الكبير لوثيقة مؤتمرهم التأسيسي، التي وضعت أسس مسار أخوّتهم وتضامنهم على أصول الإسلام ومشتركاته الكلية، واتخاذ خطوات أبعد في هذا المسار الوحدوي، بوصفها وثيقة عملية تجاوزت مُعادَ الحِوَارات ومُكرَّرها التي استوت على سوقها من سنين، مشددين على أنه لم يبق سوى التفعيلِ والعملِ وهو بناء الجسور في مسيرة التضامُن الإسلامي: “نحو مؤتلف إسلاميٍّ فاعِل” وفق عملٍ منهجيٍّ تتبلور فيه الوثيقة في مبادراتٍ ومشروعاتٍ تُعزِّز الوعي الإسلامي مرسخةً منهج اعتداله، وداحضةً خطاب الطائفية ومُمارساتِها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى