تأسست في بريطانيا 2011
بريد الصحيفة - Muf2014s@gmail.com
ثقافة وفن

مثقفون في زيارة لمركز رشد للتأهيل والإيواء بالهدا

الطائف – خلف القرشي

في ليلة مميزة، استقبل مركز رشد للتأهيل والإيواء برحاب الهدا في الطائف وفدًا من الإعلاميين والمثقفين، الذين حرصوا على التعرف عن قرب على الجهود النوعية التي يبذلها المركز في تأهيل راغبي التعافي من الإدمان. جاءت هذه الزيارة للاطلاع على منجزات العام الماضي 2024، والوقوف على الأساليب العلاجية الحديثة التي يتبناها المركز، والتي جعلته يتصدر قائمة المراكز الرائدة في العالم العربي، بل ويتفوق على بعض نظيراتها العالمية.

جولة في مرافق المركز: بين التأهيل والتطوير الذاتي :

بدأت الزيارة في تمام الساعة الثانية عشرة منتصف الليل، حيث استقبل الوفد الأستاذ عبد الغني روزي، مدير المركز، الذي رحب بالحضور وأكد أهمية الدور المجتمعي للإعلام في دعم قضايا الصحة النفسية والتأهيل.

عقب ذلك، انطلق الضيوف في جولة ميدانية شملت أبرز المرافق التي يعتمد عليها المركز في برامجه العلاجية والتأهيلية، بداية بـمضمار الخيل، الذي يُعتبر أداة فعالة في تحسين الثقة بالنفس والانضباط السلوكي لدى المستفيدين. فعملية ترويض الخيل والسيطرة عليها تعكس بشكل مباشر رحلة المستفيد في استعادة السيطرة على ذاته بعد سنوات من الإدمان.

كما شملت الجولة قسم البستنة، حيث يُتاح للمستفيدين فرصة التفاعل مع الطبيعة عبر زراعة النباتات والعناية بها، وهي ممارسة تغرس فيهم قيم الصبر، التأمل، والتواصل مع الجذور، كجزء من رحلتهم نحو التعافي.

بعد ذلك، توجه الوفد إلى الملعب الرياضي، الذي يعزز الجانب البدني للمستفيدين ويدعم استراتيجيات العلاج النفسي عبر النشاط الحركي، ثم المسجد الذي يمثل بعدًا روحيًا بالغ الأهمية في إعادة تأهيلهم.

عرض تقديمي: إنجازات عام 2024
في قاعة العروض التقديمية:

تابع الضيوف استعراضًا شاملاً لإنجازات المركز خلال العام الماضي، حيث سلط العرض الضوء على:

عدد المستفيدين الذين أكملوا برامج التأهيل.
الشراكات النوعية التي أبرمها المركز مع مؤسسات محلية ودولية.
البرامج العلاجية الحديثة التي تم تعريبها وتكييفها لتناسب طبيعة المجتمع السعودي.
كما زار الضيوف الأقسام العلاجية، وتعرفوا على التقنيات المستخدمة في العلاج النفسي والسلوكي، بما في ذلك العلاج بالسيكودراما، وهو أسلوب علاجي يُمكن المستفيد من إعادة تمثيل تجاربه الشخصية على المسرح، مما يساعده على فهم أعمق لوضعه والتعامل معه بوعي إدراكي متجدد.

وجبة السحور وختام الزيارة :

في أجواء رمضانية دافئة، اختُتمت الزيارة بـوجبة سحور، جمعت الضيوف بإدارة المركز والمستفيدين في لقاء ودي، حيث أعرب الإعلاميون والمثقفون عن إعجابهم بالمستوى المتقدم للخدمات المقدمة، مشيدين برؤية المركز الرائدة في دعم التعافي الشامل.

إشادة بجهود المركز وتوجهاته المستقبلية :

أجمع الحضور على أن مركز رشد للتأهيل والإيواء يُعد نموذجًا يُحتذى به، ليس فقط على مستوى المملكة، بل في العالم العربي، مؤكدين أن تجربتهم خلال هذه الزيارة كانت ثرية ومُلهمة. كما أثنوا على جهود الأستاذ عبد الغني روزي وفريق العمل في تطبيق مناهج علاجية متطورة، تعكس تفوق المركز وتميزه.

نحو المستقبل مشاريع وشراكات جديدة :
ما
كشف المركز خلال الزيارة عن خططه المستقبلية، حيث يعمل حاليًا على إنشاء أكاديمية متخصصة في التأهيل، تهدف إلى تطوير كوادر متخصصة في هذا المجال. كما أكد المركز استمرار التوسع في شراكاته مع الجهات الداعمة، لضمان استدامة خدماته وتطويرها بما يلبي احتياجات المستفيدين.

لقطات من الزيارة
حضر اللقاء أكثر من 30 إعلاميًا ومثقفًا من الطائف ومكة المكرمة، مما يعكس اهتمام النخبة الفكرية والإعلامية بهذه القضية المجتمعية.

الخيل المستخدمة في العلاج هي من أفضل السلالات العربية الأصيلة، تأكيدًا على أن المستفيد، رغم معاناته السابقة، يظل فردًا ذا حساسية عالية، ويستحق الأفضل في كل مراحل رحلته العلاجية.

السيكودراما تمنح المستفيد فرصة للتعبير عن مشاعره وإعادة تقييم تجربته من منظور خارجي، ما يُعزز إدراكه لأبعاد حالته بشكل أكثر شمولية.

العمل في البستنة ليس مجرد نشاط زراعي، بل هو انعكاس رمزي لمسيرة التعافي، حيث يبدأ المستفيد بزراعة الأمل، ورؤية نتائج جهوده تنمو أمام عينيه، تمامًا كما ينمو داخليًا مع تقدمه في العلاج.

تنظيم وإدارة اللقاء
ساهم في تنظيم هذا اللقاء كل من:
الأستاذة وفاء الغامدي – مديرة المكتب الاستراتيجي بالمركز
الأستاذ محمد الحرازي
الأستاذ طلال التويجري

ختامًا:
تُعد هذه الزيارة خطوة مهمة في تعزيز دور الإعلام والمجتمع في دعم برامج التأهيل والعلاج، وإبراز الجهود الجبارة التي تُبذل لمساعدة الأفراد على استعادة حياتهم والاندماج مجددًا في المجتمع بإيجابية وإنتاجية. مركز رشد للتأهيل والإيواء، بنهجه المتطور وشراكاته الفاعلة، يواصل تقديم تجربة علاجية استثنائية، ترسم ملامح أمل جديد لراغبي التعافي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى