زمن يمر… ومشاعر تتلاشى
كتب/ محمد إدريس
في زحمة الحياة وتسارع إيقاعها، بتنا نفقد شيئًا فشيئًا ذلك الدفء الذي كان يمنح أيامنا معنى. لم تعد المناسبات تحمل بريقها القديم، بل أصبحت محاولات باهتة لاستعادة لحظات كانت في الماضي نابضة بالحياة. لقاءاتنا صارت مجرد التزامات، وحديثنا مقتضب، وعواطفنا تكلست تحت ضغط الزمن وتحولات الواقع.
وما يزيد من وطأة هذا التغير هو تسارع الزمن نفسه، فها هو رمضان—ذلك الشهر الذي كنا نترقبه بشغف—يمر بسرعة البرق، كأنه لم يكن سوى لحظة عابرة. لم نعد نشعر بتفاصيل الأيام كما كنا، وكأن الزمن يسابقنا دون أن يمنحنا فرصة لالتقاط أنفاسنا.
وكأن ذلك لا يكفي، تأتي التحولات الاقتصادية المتلاحقة، والأزمات التي تضرب العالم، والصراعات المتزايدة، لتلقي بثقلها على هذا الزمن، فتجعل الحياة أكثر قسوة وأقل بهجة. بالكاد نشعر بتلك اللحظات الجميلة قبل أن تتحول إلى سراب يتلاشى من بين أيدينا، كما يتسرب الرمل حين نحاول الإمساك به