كتب يوسف عفيفي:
علق الدكتور سعيد البطوطي المستشار الاقتصادي لمنظمة السياحة العالمية، وعضو مفوضية السفر الأوروبية، على أزمة منطقة الأهرامات بالجيزة، التي جرت مؤخراً عقب الدخول إليها من البوابة الجديدة بطريق الفيوم.
وقال البطوطي في منشور عبر صفحته الشخصية على فيسبوك، إن تطوير المنطقة وتحسين الخدمات بها والحفاظ على البيئة فيها أمر نتفق عليه جميعاً ولا يختلف عليه أحد، لكن كيف؟ ومن يقوم بذلك؟.
ويرى البطوطي، أن تعاقد الحكومة المصرية مع شركة أوراسكوم بيراميدز للمشروعات الترفيهية، التابعة لنجيب ساويرس (والذي تم في عهد الدكتور خالد العناني وزير السياحة الأسبق والدكتور مصطفى وزيري رئيس المجلس الأعلى للآثار السابق)، ليس محمودا ولا توجد به شفافية أو دراسات جدوى شاملة، ومبدأ فرض الاحتكار لأي شخص أو شركة للخدمات في تلك المنطقة الحساسة جدا أمر مرفوض، علاوة على أن الأمور تسير بالبركة على ما يبدوا ولا يوجد تنسيق بين الجهات ولا بينهم وبين الفئات المعنية بالتشغيل مثل شركات السياحة والمرشدين السياحيين وأصحاب المصلحة والسكان المحليين.
وتابع: هناك التباس وتناقض كبير وعدم شفافية بخصوص الحفاظ على البيئة والمنطقة الأثرية التي تحظى بخصوصية واهتمام عالمي، وترك الحبل على الغارب للشركة الخاصة المتعاقد معها لاحتكار جميع الخدمات بالمنطقة من مطاعم وكافيتريات واستراحات إلخ (بأسعار يشوبها الاستغلال، ولمست ذلك بنفسي عند زيارتي للمنطقة بأسعار المشروبات المبالغ فيها جدا وكتبت عن ذلك من قبل).
واستطرد قائلاً: هل تلك المطاعم والكافيتريات متصلة بشبكة الصرف الصحي؟ وهل الحفلات والمهرجانات والليالي الملاح التي يتم تنظيمها بحرم المنطقة تراعي البيئة أم تلوثها؟؟ وقبل كل ذلك، هل ما نقوم به يراعي مصالح السكان المحليين بالمنطقة لكي يكون متوافقا مع مبادئ الاستدامة؟.
وأكمل: أنا شخصياً عندما تعرض عليّ دراسة أو خطة لتقييمها، أنظر أولا: هل مصالح السكان المحليين ستتأثر سلبا؟ أم إيجابا؟، ولو أن هناك تأثير سلبي عليهم، لا أكمل قراءة التفاصيل وأرفضها.
وأوضح البطوطي، أن الأمر يدعو إلى مراجعة شاملة فورية وعاجلة لكل تلك الأمور، ولا بد أن نعلم جميعا أن التأثير السلبي على السكان المحليين وعلى لقمة عيش الناس خاصة أصحاب الخيول والجمال (ورعاية أسرهم ودوابهم) أمر مرفوض وينافي أدنى مبادئ الاستدامة، ثم إن الحناطير موجودة في أماكن كثيرة من العالم ويتم دعمها لكي تكون بالمستوى الجيد ومن المظاهر الجميلة للحفاظ على التراث المحلي، والجِمال من السمات المهمة للأهرامات لا يمكن تجاهلها بل مطلوب فقط تنظيم الأمور ودعم التغذية والرعاية البيطرية لها.
وأشار إلى أن حجة أنهم يستغلوا السائح ويسيئوا لوجه مصر الحضاري.. إلخ مرفوضة، ومن واجبنا أن نحافظ على أرزاق هؤلاء الناس وننظم عملهم من خلال منظومة تشرف عليها المحافظة مع وزارة السياحة، ووضع خطة عمل تتضمن المسارات والأسعار .. إلخ بالتراضي معهم وبإشراكهم في إعدادها وعدم تجاهلهم وفرض كل شيء عليهم.
وبدأت وزارة السياحة والآثار المصرية، اعتباراً من يوم الثلاثاء 8 أبريل 2025 عملية التشغيل التجريبي للمدخل الجديد لمنطقة الأهرامات الأثرية عبر طريق الفيوم، وتم غلق مدخل الهرم بالجيزة من ناحية فندق مينا هاوس.
وفور التشغيل التجريبي، شهدت منطقة الأهرامات ازدحاماً شديدًا من السائحين، وانتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مجموعة من صور الازدحام داخل منطقة أهرامات الجيزة بسبب قلة الأتوبيسات الكهربائية الخاصة بشركة أوراسكوم بيراميدز المسؤولة عن تطوير مسار الزيارة في المنطقة الأثرية.