صحيفة سعودية تأسست فير بريطانيا العام 2011
بريد الصحيفة - Muf2014s@gmail.com
عرب وعجمالسفر والسياحة
أخر الأخبار

نظام مراجيح.. تعليق جديد من الدكتور سعيد البطوطي بشأن تجربة زيارة منطقة الأهرامات

كتب يوسف عفيفي:

أصدر الدكتور سعيد البطوطي، أستاذ الاقتصاد الدولي الكلي واقتصاديات السياحة ورئيس المجموعة الاستشارية بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة في جنيف، تعليقاً جديداً على زيارة منطقة الأهرامات بالجيزة، من البوابة الجديدة بطريق الفيوم.

وقال البطوطي، في منشور عبر صفحته الشخصية على فيسبوك: “بالرغم من الصور الوردية التي تصدر من بعض المسؤولين ونواب الشعب إياهم (بعد زياراتهم الفاخرة المنسقة مسبقا لمنطقة أهرامات الجيزة)، كل الأخبار والتقارير تقول بأن منطقة الأهرامات منذ 8 أبريل تعج بالفوضى والاستنكار والمعاناة من جانب زوار المنطقة من السائحين والزائرين وأن التجربة فاشلة بامتياز.

وأشار إلى أن الأتوبيسات تدفع إكراميات وتدخل، وأخرى يتم إنزال ركابها وشحنهم في أتوبيسات النقل العام التابعة لشركة “أوراسكوم بيراميدز للمشروعات الترفيهية” (نعم إسم الشركة كده “للمشروعات الترفيهية” – نظام مراجيح يعني) جنسيات مختلفة مع مصريين، والمرشد اللي معاه 40 سائح مع اللي معاه 2 سائح مع المصريين مع العرب وكله سداح مداح!.

وأوضح البطوطي، أن تطوير منطقة الأهرامات وتحسين الخدمات بها والحفاظ على البيئة فيها أمر نتفق عليه جميعاً ولا يختلف عليه أحد، لكن كيف؟ ومن يقوم بذلك؟ وألا يكون لصالح مجموعة من المنتفعين!!

وتساءل أستاذ الاقتصاد الدولي، لماذا لم تطرح عملية التطوير لمناقصة عالمية تشارك بها شركات وبيوت خبرة عالمية، ويتم دراسة تلك العروض بواسطة مختصين وليس هواة -بالتفصيل الممل.

وتابع: كرأي شخصي أن تعاقد الحكومة المصرية مع شركة أوراسكوم بيراميدز للمشروعات الترفيهية، التابعة للسيد نجيب ساويرس (والذي تم في عهد الدكتور خالد العناني وزير السياحة الأسبق والدكتور مصطفى وزيري رئيس المجلس الأعلى للآثار السابق)، ليس محمودا ولا توجد به شفافية أو دراسات جدوى شاملة، ومبدأ فرض الاحتكار لأي شخص أو شركة للخدمات في تلك المنطقة الحساسة جدا أمر مرفوض، علاوة على أن الأمور تسير بالبركة على ما يبدوا ولا يوجد تنسيق بين الجهات ولا بينهم وبين الفئات المعنية بالتشغيل مثل شركات السياحة والمرشدين السياحيين وأصحاب المصلحة والسكان المحليين.

ولفت البطوطي، إلى أن هناك التباسا وتناقضا كبيرًا وعدم شفافية بخصوص الحفاظ على البيئة والمنطقة الأثرية التي تحظى بخصوصية واهتمام عالمي، وترك الحبل على الغارب للشركة الخاصة المتعاقد معها لاحتكار جميع الخدمات بالمنطقة من مطاعم وكافيتريات واستراحات إلخ (بأسعار يشوبها الاستغلال، ولمست ذلك بنفسي عند زيارتي للمنطقة بأسعار المشروبات المبالغ فيها جدا وكتبت عن ذلك من قبل)، وهل تلك المطاعم والكافيتريات متصلة بشبكة الصرف الصحي؟ وهل الحفلات والمهرجانات والليالي الملاح التي يتم تنظيمها بحرم المنطقة تراعي البيئة أم تلوثها؟.

واستطرد قائلاً: وقبل كل ذلك، هل ما نقوم به يراعي مصالح السكان المحليين بالمنطقة لكي يكون متوافقا مع مبادئ الاستدامة؟.

وأكمل قائلاً: أنا شخصياً عندما تعرض عليّ دراسة أو خطة لتقييمها، أنظر أولا: هل مصالح السكان المحليين ستتأثر سلبا؟ أم أيجابا؟، ولو أن هناك تأثيراً سلبياً عليهم، لا أكمل قراءة التفاصيل وأرفضها.

وأوضح البطوطي، أن الأمر يدعو إلى مراجعة شاملة فورية وعاجلة لكل تلك الأمور، ولا بد أن نعلم جميعا أن التأثير السلبي على السكان المحليين وعلى لقمة عيش الناس خاصة أصحاب الخيول والجمال ((ورعاية أسرهم ودوابهم)) أمر مرفوض وينافي أدنى مبادئ الاستدامة. ثم إن الحناطير موجودة في أماكن كثيرة من العالم ويتم دعمها لكي تكون بالمستوى الجيد ومن المظاهر الجميلة للحفاظ على التراث المحلي، والجِمال من السمات الهامة للأهرامات لا يمكن تجاهلها بل مطلوب فقط تنظيم الأمور ودعم التغذية والرعاية البيطرية لها.

وأكد على ضرورة أن نضع نصب أعيننا أن مبادئ الاستدامة تحتم علينا إشراك السكان المحليين ومراعاة مصالحهم أثناء تنمية المناطق أو إعداد الخطط المتعلقة بتطويرها. وبالتالي يجب مراعاة تلك الفئات في أي خطط تطوير وعدم تجاهلهم أو استبعادهم، وإشراكهم في أي خطط تنفيذية تتعلق بتشغيلهم وتسعير الخدمات التي يقدمونها ووضع لافتات واضحة في المناطق بتلك الأسعار والمسارات، بحيث تتم الرقابة الفعالة بناء عليها ومعاقبة المخالفين بعد ذلك بناء على ضوابط وضعوها بأنفسهم، وحجة أنهم يستغلوا السائح ويسيئوا لوجه مصر الحضاري.. إلخ مرفوضة، ومن واجبنا أن نحافظ على أرزاق هؤلاء الناس وننظم عملهم من خلال منظومة تشرف عليها المحافظة مع وزارة السياحة، ووضع خطة عمل تتضمن المسارات والأسعار .. الخ بالتراضي معهم وبإشراكهم في إعدادها وعدم تجاهلهم وفرض كل شيء عليهم.

ودعا البطوطي، إلى وقف العمل بتلك التجربة وترك الأتوبيسات السياحية تدخل بانتظام – ومراجعة هذا التعاقد (المتضمن حق الاحتكار لجميع الخدمات والنشاطات والفعاليات والحفلات والسهرات بالمنطقة)، وكذا الأمر برمته من جديد بواسطة مختصين وليس هواة أو فهلوية أو منتفعين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى