الإعلام بين الحقيقة والتأثير: مسؤولية ومصداقية في زمن التحول الرقمي
بقلم ــ شهد القحطاني – عسير
في عصر الانفتاح الإعلامي والتحول الرقمي، أصبح الإعلام أداة قوية في توجيه الرأي العام وصناعة التصورات.
لكن هذا الدور لم يعد دائمًا نزيهًا أو محايدًا، حيث أصبح يتأثر بشكل كبير بالمصالح السياسية والاقتصادية. من جهة أخرى، برزت صحافة المواطن عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما فتح المجال لتفشي الشائعات والمعلومات المغلوطة.
ورغم تراجع الإعلام التقليدي، إلا أنه لا يزال يحتفظ بمصداقية لدى بعض الجمهور، بشرط الالتزام بالتحقق والموضوعية. إلا أن المشكلة تكمن في قدرة الجمهور على التمييز بين الإعلام الجاد والمضلل، خاصة مع تزايد العناوين المثيرة والسرعة في النشر.
وتزداد خطورة هذا الأمر في الأزمات، حيث يحتاج الناس إلى معلومات دقيقة، لكنهم قد يتعرضون للتهويل أو التقليل من الحقائق. لذا، من المهم تعزيز الوعي الإعلامي، وتعليم مهارات التفكير النقدي، وتمييز المصادر الموثوقة. كذلك يجب على المؤسسات الإعلامية التحلي بالشفافية والمهنية.
مع هذا يظل الإعلام سلاحًا ذا حدين، كلما كان الجمهور أكثر وعيًا، وكلما التزمت المؤسسات الإعلامية بالشفافية، اقتربنا من إعلام ينقل الحقيقة، لا مجرد ما يُراد لنا أن نصدقه.