صحيفة سعودية تأسست في بريطانيا العام 2011إ
بريد الصحيفة - Muf2014s@gmail.com
ضيف القلم

محمدُ لبَّاكِ

بقلم | منصور بن صالح العُمري

يَا شامُ قد طالَ الأسى وتكاثَرَتْ
سُحُبُ الدُجى واسودَّ منهُ سماكِ

لكنّ فيكِ من الكرامةِ عزّةٌ
شُدَّتْ خُطاكِ،فما ارتختْ قَدمَاكِ

في كلِّ بيتٍ فاضَ منهُ شهادةٌ
تعلو وتكتُبُ مجدَ من رسّاكِ

تبكينَ،لكنْ في البكاءِ مهابةٌ
زادتْ بهنَّ حلاوةٌ عيناكِ

قد عادَ نورُ الخيرِ يجمعُ شملَها
والمنبرُ الأُمويُّ صاغَ رؤاكِ

يا شامُ، يا نبعَ القصائدِ جَزلُها
وكرامةَ الأرواحِ ما أحلاكِ

تتزيَّنُ الأيّامُ فيكِ كأنَّها
عادَتْ تُقبِّلُ بالرضا أبناكِ

والنّاسُ من فرحٍ تهادَوا بسمةً
فيها الدعاءُ يُزِينُ وجهَ الشاكي

في كلِّ زاويةٍ تضاحكَ موطنٌ
قد كان بالأمسِ الكئيبِ الباكي

والكلُّ يشدو صادحًا بنشيدِهِ
وكأنَّهُ ما ذاقَ بُؤسَ أساكِ

يا شامُ،هذا الفجرُ جاءَ مبشّرًا
بيديهِ شمسٌ أشرقتْ بهناكِ

قومي افتحي بابَ السعادةِ، هاهمُ
من قد سقوا قلبَ الفداءِ دماكِ

ولقد أتى الفرجُ العظيمُ بوقفةٍ
من سيّدٍ في طِبّهِ داواكِ

نادتْ:أيا للعُرْبِ،هل مِن نخوةٍ؟
فأتى الجوابُ،محمّدٌ لبّاكِ

أحيا السّلامَ على رُباكِ فأسبلَتْ
دمعَ السلامةِ والوفا عيناكِ

طارتْ إلى الشامِ البشائرُ فانجلى
همٌّ،وعادَ السّعدُ يضحكُ فاكي

ياربَّ فامنحْ شامَنا حرّيةً
سبحانَ من جعلَ الصمودَ رِداكِ

وأدمْ لشامِ العزِّ ما تعلو بهِ
ويعودُ من هجر الديار يَراكِ

واجعلْ لأرضِ القدسِ منكَ مواقفًا
تُدمي الطغاةَ،النتنَ والشاباكِ

أسعدْ بفرحتِهم قلوبَ أحبّةٍ
جزعتْ لما قدْ حلَّ من إهلاكِ
—————-
منصور العُمري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى