رسائل مملكتنا العربية السعودية عبر السماء ” ستارلينك “
روان طلاقي – جدة
في ليلٍ هادئ، تنام الأرض وتصحو السماء، تتلألأ نقاط كالالماس ذات ضوء بعيدة في السماء فهي ليست نجوم بل أقمارٌ صناعية تحلق في صمتها المهيب، تفتح ذراعيها لتلتقط أصوات و تشكل خيوط غير مرئية، تربط اليابسة بالبحر، والسماء بالأرض. تلك هي خيوط ستارلينك.
القصة الجديدة التي بدأت السعودية كتابتها على صفحة الفضاء..
رسائل عبر الأمواج في عرض البحر، حيث تتمايل السفن كما لو كانت أوراقًا عائمة على سطح الماء، يجلس بحّارٌ وحيدٌ، يراقب الأمواج وهي تلتهم الأفق. في يده جهاز صغير، يستقبل عبره صوتًا قادمًا من بعيد.
هناك، في قلب البحر، يتحول الجهاز إلى نافذة على الوطن، إلى جسرٍ عابر للمحيطات، يُقرّب المسافات بين الغائبين
وفي الأعالي، حيث تحلّق الطائرات كطيورٍ فضية في سماءٍ لا تنتهي، تتراقص إشارات ستارلينك كنجومٍ اصطناعية. في مقعد ضيّق، يجلس مسافرٌ يفتح هاتفه.
يظهر وجه والدته على الشاشة، تبتسم اين انت الآن؟
في تلك اللحظة، لم يعد التحليق عزلة، بل صار جناح الطائرة مدرجًا للإشارات، يحمل معها قصص المسافرين وهمساتهم ورسائلهم.
لقد تحوّلت السماء إلى شاشةٍ رقميةٍ كبيرة، تتسع لكل صوتٍ عالقٍ بين الأرض والسماء،
اليوم، وفي خطوة نحو المستقبل، تفتح السعودية ذراعيها لستارلينك، ليس فقط لتوسيع دائرة الاتصال، بل لترسم حدودًا جديدة تتجاوز الأرض، وتصل إلى السماء.
من هنا، ستصبح الطائرات والسفن عيونًا رقمية، تُطل على العالم ، تنقل الرسائل، وتبث الأخبار…
اليوم، بين البحر والسماء، تكتب السعودية رسائلها بلا حبر ولا ورق؛ تكتبها بالضوء، وتحملها على جناح الأقمار.
فهل ستبقى هذه الرسائل محصورة بين الطائرات والسفن؟ أم أن خيوط الاتصال ستمتد يومًا لتصل إلى المدن ويصبح الاتصال متاح بالاقمار في كل مكان وزمان…