صحيفة سعودية تأسست فير بريطانيا العام 2011
بريد الصحيفة - Muf2014s@gmail.com
مقالات

الحج والأبعاد السلوكية والحضارية


بقلم – د. محمد حامد الجحدلي
تحتل المملكة بما لها من ثقل سياسي على المستوى العربي والإسلامي والدولي، ممَّا أهَّلها بحمل هذه الأمانة الدينية والتاريخية، بحرصها على تسخير إمكانياتها في خدمة ضيوف الرحمن دون فضل ولا منَّة، مع استمرارية مواصلة جهودها لأعمال الحج في كل عام، بما أنعم الله عليها من نعمة الأمن والاستقرار، والذي تعيشه بلاد الحرمين الشريفين، ويذكرها قادة المملكة بالفخر والاعتزاز، بأن منحهم الله شرف هذه الخدمة الجليلة، انطلاقا من واجباتهم المقدسة، نحو عظمة ومكانة الدين الإسلامي، وسماحة المبادئ والقيم والأصالة المتوارثة المعروفة، عن المجتمع السعودي المضياف، ويشعر بها حجاج بيت الله الحرام، واقعا ملموسا لتلك الإنجازات الحضارية، التي شهد لها العالم.
مع الرَّفض التَّام لأصناف الجدل الرخيص، الذي تلُوكهَا ألسنة الحاقدين، بانتهاج سياسة العداء، والأصوات الغوغائية الباطلة، عبر وسائل إعلامهم، التي فقدت المصداقية، وشرف الأمانة الصحفية، وبما للمملكة من خصوصية، لإيمانها بأهداف رسالتها الدينية والإعلامية السامية، التي اتسمت بالمهنية العالية، أمام هذه الإنجازات الحضارية والإنشاءات العمرانية، التي ارتبطت بتاريخ العمارة الإسلامية، وشهد لها المجتمع الدولي بحيادية، بلغة الحكمة والمنطق وثقافة الحوار الحضاري، وتنقلها شاشات التلفزة المحلية والعالمية، بالبث المباشرLive broadcast ، في مثل هذه التجمعات البشرية، التي تعجز عن تنظيمها وسلامة مرتادي كُبرى الملاعب العالمية، في الأولمبيات والمسابقات الدولية، ولأن المملكة تهتف لها القلوب المؤمنة، وتدمع لأجلها العيون ابتهاجا وارتياحا بمشاهدها الإيمانية.
التي لا يُمكن رؤيتها علي أي بقعة جغرافية على وجه اليابسة، إنها نعمة الله أختارها لتكون على أرض المملكة المباركة، وتأتي أسبقية هذه الإنجازات بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي العهد الأمين حفظهما الله، للأهمية التاريخية للأماكن المقدسة، ودور المملكة في حمايتها وتنظيم وصول وتحركات الحشود القادمة لأراضيها، بتوفير المرافق الحضارية اللازمة، بأحدث التقنيات المعاصرة، بما يوازي ثقافة وحجم الأعداد القادمة لأداء مناسك الحج، التي جاءوا من أجلها، وبما يحفظ الأمن والسلامة للجميع، منذ لحظة وصولهم وحتى عودتهم لبلدانهم مصحوبين بالسلامة، ففريضة الحج إلى جانب قيمتها الدينية فقط، فهي تمثل الأبعاد السلوكية والحضارية والثقافية والاجتماعية.
في نظرة إيجابية تُؤكد حجم التحديات التي تواجهها المملكة، وتعمل جاهدة لراحة ضيوف بيت الله الحرام، وتزويدهم بأدق المعلومات العاجلة، التي تمكنهم من أداء فريضة الحج كاملة، متى ما توفرت لديهم القناعة التامة بأدبيات وسلوكيات الحج، والتزام ضيوف الرحمن بالتعليمات، التي تَردْهُم قبل عزمهم السفر للديار المقدسة، وعند قدومهم لمزيد من الاطمئنان على سلامة الجميع، تقبَّل الله منهم حجَّهم وسائر طاعاتهم، ونحن على ثقة تامة بالأهداف النبيلة، التي جاءوا من أجلها للأراضي المقدسة، لأداء فريضة الركن الخامس من أركان الإسلام، ولهم كل الدعوات الصادقة، بحج مبرورا وسعيا مشكورا، وأن يتمتعوا بتواجدهم في المشاعر المقدسة، وزيارة المسجد النبوي الشريف، تحفهم رعاية الله وحفظه منذ قدوهم وحتى مغادرتهم لبلادهم عائدين بالسلامة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى