صحيفة سعودية تأسست فير بريطانيا العام 2011
بريد الصحيفة - Muf2014s@gmail.com
مقالات

الخطاب الديني والتعايش الثقافي

بقلم – د. محمد حامد الجحدلي

يتمثل الخطاب الديني النموذج المعاصر، لنبض الشارع السعودي، وما يتميز به من مؤثرات تُدرك الأهمية التاريخية لأهداف المرحلة الحالية، التي تعكس الصورة الإيجابية التي يعيشها المجتمع، ويراقب المشهد بعين الحقيقة، وشمولية القيم والمبادئ الأخلاقية، التي تشكل محتوى ومفردات الخطاب الديني Religious discourse، وعياً وانسجاماً مع واقع الحياة، والرسالة الهادفة، التي تتضمن مفترق الطرق أمام نوع وماهية هذا الخطاب، الأكثر اعتدالا ووسطية في منهجية الأسلوب المتبادل، في نظرة توافقية مع الآخر، وتجاذب في الآراء والتحديات لحل الإشكاليات المتعددة، التي تقف عائقا ويصعب عندها فمهم الآخر، ومعرفة الوصول لرؤية تفاهمية مشتركة، تنسجم مع الثقافة الفكرية الحوارية، توضع خلالها مجموعة من الحلول الواقعية.
أمام عدة قضايا اقتضت الحاجة لتحليلها ودراستها، من قبل بيوت الخبرة والاختصاص والكوادر الأكاديمية، إن إشكالية الخطاب الديني تنطوي في عدم قدرة الآخر، على التَّعاطي مع تلك الحلول الإيجابية، التي يُمكنها أن تضع حدا لاختلاف الرؤى مع الآخر، لتبقى الفرصة متاحة لاستثمار ما يحتوي عليه الخطاب الديني بلغة مشتركة، بعيدة عن التشدد والغلو، الذي كان سائدا في فترات زمنية من القرن الميلادي الماضي، أخذت قسطا كبيرا من التوترات الفكرية والسياسية، ودفعت الشعوب والمجتمعات الثمن باهضا، انعكست على الاستقرار والسلام، واشتعلت على إثرها الحروب والاقتتال، في مواقع كثيرة من دول العالم، ولازال بعضها يكتوي بنيرانها وخسائرها الفادحة، بالرغم من الجهود الدولية.
الراغبة في نشر السلام والتعايش الثقافي Cultural coexistence بين دول العالم، فمسؤولية زعماء العالم التركيز على الأولويات من أجل السلام الذي ينشده الجميع، بصياغة أجندة تتوافق برؤية معاصرة، لمعالجة الكثير من القضايا والاشكاليات الراهنة، والتي يعود معظمها لسوء فهم الآخر، وتُرجمت من قبل وسائل إعلام خارجية، مغرضة باطنها يحمل رسائل عدائية، بعيدة عن المنظور الإنساني، الذي من المفترض أن يكون حواراً فكرياً، معتمداً على الحلول المفصلية، وليس زيادة التوترات واشعال الفتن بين الشعوب، إن لغة السلام تتطلب استمرارية الحوار، بإقامة المؤتمرات والتطلع لرؤية هادفة، للتعايش ونبذ الخلافات الجانبية والإقليمية، وتضميد الجراحات وإيقاف القتل وإراقة الدماء، التي أصابت العالم في مقتل.
وهذه المشكلة فرضت نفسها بطريقة أبَدِيَّة، يتعذر إيجاد حلول عاجلة أو مؤجلة، ويبقى القرار بأيدي علماء الأمة، في تهذيب وتنقية كل الشوائب، التي علقت بالخطاب الديني سابقا، واستمرت تُجاذبها الأهواء والثقافات الضحلة، وأدَّت لتشويه الصورة المُثلى، التي كان يجب عليها، بعد أن بزغت وأشرقت رسالة السلام، ووجدت من يقوم بتطبيقها على الأرض، وإن كانت الأنظار تتجه إلى المملكة، بحكمة قيادتها السعودية، ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله، اللذان بذلا النفس والنفيس لخدمة قضايا الأمة الإسلامية، بما يُعزز مكانة المملكة، وثقلها السياسي، وعلاقاتها التاريخية المتينة، مع زعماء العالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى