نهضة وطن!

بقلم: روان طلاقي – إعلامية وكاتبة سعودية – جدة

من مقاعد الدراسة في كلية الإعلام، حيث بدأتُ أستنشق أول أنفاس الوعي، وأجمع الحروف لأكتب بها رؤيتي للعالم، إلى دروبي في إدارة الأعمال التي علّمتني الحكمة في التخطيط، والبصيرة في التغيير كانت رحلتي أكثر من مجرد مسيرة مهنية؛ كانت بحثًا دائمًا عن المعنى، وتأملًا في ما يمكن أن تصنعه الكلمة حين تتصل بالقلب والعقل معًا.
وها أنا اليوم أكتب، لا فقط كإعلامية، بل كشاهدة على ولادة وطن يتجدد. أكتب والسعودية تعيش أزهى عصورها، في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وبدعم الرؤية التي رسمها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان “حفظهما الله”
لقد تغير كل شيء ….. من ملامح المدن، إلى ملامح الطموح. ومن صمت الانتظار، إلى ضجيج الإنجاز. لكن ما يسرق الدهشة من عينيّ كلما تأملت المشهد، هو ما تحقق للمرأة السعودية. كأننا خرجنا من ظلّ الحكاية، لتصبح رواياتنا تحكى وبكل ثقة . لم نعد ننتظر الأدوار، بل نكتبها، ونلعبها، ونمنحها الحياة.
تمكين المرأة لم يكن مجرّد سلسلة من القرارات؛ كان إعلانًا وطنيًا أن نصف الحلم لن يكتمل ما لم ينهض بنصفه الآخر. واليوم، نجد السعوديات في قلب الحدث: سفيرات، وزيرات، إعلاميات، قائدات، رائدات أعمال بل وأكثر من ذلك، صانعات واقع جديد لا يشبه الأمس.
لقد عشت هذا التحول، ولمسته في التفاصيل الصغيرة قبل الملامح الكبرى. رأيتُ كيف تغيّرت نظرة المجتمع، كيف نضج الحلم، وكيف ارتفعت سقوف الطموح. بات كل بيت سعودي يحتوي مشروعًا، وكل قلب سعودي يحمل وطنًا، وكل عقل سعودي يُبدع طريقًا نحو المستقبل.
أما الشباب، فهم معجزة هذا العصر. طاقة مشتعلة، وإيمان لا يهدأ. يملكون عقولًا لا تعترف بالمستحيل، وقلوبًا لا تقف على الأطلال. يصنعون مسارات جديدة في كل مجال: في التقنية، في الثقافة، في الريادة، وفي الإعلام. إنهم الوطن حين يحلم والوطن حين ينهض.
نحن لا نعيش مجرّد مرحلة، بل نكتب فصلاً جديدًا في كتاب التاريخ. كل ما يحدث حولنا ليس مصادفة، بل حكاية صُنعت بالعزم، وسُقيت برؤية، ونضجت بحب الأرض وأهلها.
حفظ الله وطننا. إنها لحظة ننتمي لها بكل فخر، ونرويها للأجيال القادمة كصفحة ذهبية في قصة وطنٍ لم يعرف إلا الصعود دائما.