صحيفة سعودية تأسست فير بريطانيا العام 2011
بريد الصحيفة - Muf2014s@gmail.com
ثقافة وفن

الكاتب البلغاري “جورجي جوسبودينوف” يتحدث عن القوى العظمى في الأدب

قال الكاتب البلغاري جورجي جوسبودينوف خلال مهرجان البحر الأسود الأدبي في المكتبة الإقليمية في بورغاس يوم الجمعة: “إن قدرة القصص على إطالة الحياة، وقدرة القراءة على إبطاء الوقت جسديًا، وحقيقة أن القصص تخلق المعنى هي ثلاث من القوى العظمى السبع للأدب”.

أشار غوسبودينوف إلى أن موضوع هبة الأدب التي لا تنضب وخصائصها الخارقة سيكون محور محاضرة سيفتتح بها المهرجان الأدبي في كنيسة سانتا كروتشي بفلورنسا. وأضاف: “جاءت فكرة الهبة التي لا تنضب من ركن في متحف متروبوليتان بنيويورك، حيث تبرع أحدهم بمبلغ كبير على شكل “هبة لا تنضب”، لوضع الزهور النضرة هناك يوميًا. استخدمتُها كاستعارة للمحاضرة التي تناولت هبة الأدب التي لا تنضب وخصائصها الخارقة السبع، وهي أكثر من ذلك بكثير، لكنني أحب الرقم سبعة”.

جسّد الكاتب قدرة الأدب على إطالة الحياة من خلال قصة شهرزاد، التي استطاعت أن تضيف يومًا آخر إلى حياتها بفضل حكاياتها. وأكد أن تباطؤ الزمن من خلال القراءة سيُثبت عاجلًا أم آجلًا كقانون فيزيائي. وأكد غوسبودينوف: “عندما تقرأ كتابًا، يبدأ الزمن فعليًا بالتدفق بوتيرة مختلفة. القراءة تُربك الزمن، وأنا أؤمن بذلك”. وشرح القوة العظمى الثالثة للأدب، وهي أن القصص تُنتج المعنى، قائلاً إن الوردة بدون قصة لا تُصبح سوى وردة، تمامًا كعلبة سجائر غير مُدخّنة لا تُصبح أكثر من ذلك بدون قصة. وقال: “عندما نُضفي هذا على قصة، نُضفي عليها معنى. نُعلي من شأنها”.

رافقت مترجمة كتب غوسبودينوف، أنجيلا رودل، التي فازت معها بجائزة بوكر الدولية لعام ٢٠٢٣ عن رواية ” ملجأ الزمن” . وركزت المحادثة خلال الاجتماع على أحدث روايات غوسبودينوف ” البستاني والموت” . وكشفت رودل أنه بعد وقت قصير من بدء عملها على ترجمة الكتاب، الذي يصف أحداث ومشاعر الكاتب حول وفاة والده، الذي توفي بسرطان الرئة، شُخِّص زوجها فيكتور بالمرض نفسه.

كان هذا الكتاب مصدر راحة كبير لي، لأنني لم أختبر شيئًا كهذا من قبل. أنا محظوظة لأن والديّ ما زالا على قيد الحياة. من ناحية، كان الأمر مرعبًا، لأنني كنت أعرف ما سيحدث. ومن ناحية أخرى، كان لديّ ما يشبه دليلًا من شخص قريب جدًا مني،” قالت رودل، مضيفةً أنها ستظل ممتنة لغوسبودينوف إلى الأبد على المشهد الذي يصف بداية الموت، لأنه بهذه الطريقة تمكنت من إدراك اللحظة والاستعداد لها.

أشار غوسبودينوف إلى أنه أثناء تأليفه “البستاني والموت” ، تعمق كثيرًا في كتب عن العادات التي تُمارس عند الموت. ومن تلك العادات التي أثارت إعجابه كيف يذهب باقي أفراد الأسرة، بعد وفاة صاحب المنزل، إلى الحظيرة أو الحديقة ويخبرون كل كائن حي أن صاحب المنزل قد يكون قد رحل، لكن الحياة مستمرة، وأن كل شيء يجب أن يستمر كالمعتاد. كما أشار غوسبودينوف إلى أنه اكتشف أن الناس في بعض المناطق والأقاليم يُطلقون على الروح اسم “ذبابة”. وقال: “أعجبني ذلك كثيرًا. إنه زائل. وأنا من أشد المعجبين بالذباب، كما هو معروف”.

اختتم غوسبودينوف حديثه آملاً أن يكون كتابه، وإن كان يتناول موضوعاً قاتماً، موضوعاً للنور. وأكد قائلاً: “أردت أن يبقى هذا النور، وخاصةً في النهاية. نورٌ مصيري”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى