ما بعد الصفر

هل تعتقد ان ناتج 1+1=2؟
ربما الناتج يكون صفر
هل هذا الجواب يخالف مخزونك المعرفي ويكسر القاعدة الرياضية؟ لذلك تجده مستحيلًا وتستنكرة بل تسخف القائل به.
الحق معك، لأنك تجيب من منطلق خلفيتك عن مثل هذه المسائل الحسابية وكلامك صواب ويحاكي الواقع. ولكن دعني أهمس بأذنك وأقول لك قد يكون صفرًا، ولو استفزك كلامي! ولكن حساباتي مختلفة. ربما تزرع وتبذل المال والجهد والناتج يكون صفرًا، وقد تخطط لحياتك القادمة وتغلق الأبواب في المستقبل والناتج يكون صفرًا، ولعلك تدرس وتتخرج وحلمك أن تحصل على وظيفة مرموقة ولكن الانتظار أتعبك، وقد تفقد الثقة والصبر والناتج يكون صفرًا. والآن هل تقبلت إجابتي المختلفة عن حساباتك. إن كنت قد تقبلت الأمر دعني أطرح سؤالًا ثانيًا:
عليك
إن كانت النتائج قد تخالف الواقع وتنحرف عن قرارك المرسوم، وتخالف طموحك، فلماذا نخطط ونجتهد؟!
هل نفعل ذلك لنحصد الصفر؟ أم الأمر مختلف؟

إن لم تعرف الإجابة دعني أجيب عنك بشكل مختصر. ما يجعلنا نخطط هو الأمل والإيمان بقدراتنا، مما يحثنا على المثابرة. فلسنا مجرد عدد، بل نحن من يظيف للأعداد قيمة كبيرة. نجرب ونجرب ونغير الطرق في حلّ المسألة، حتى نصل لناتج يرضينا. إذن لا تجعل من نفسك معادلة فاشلة، فأنت من يجعل المعادلة غير صفرية. تشبث بالأمل وبإيمانك وبقدراتك.
إذا فقدت الأمل، فإنك بطريقة ما تفقد تلك الحيوية التي تجعل الحياة تستمرّ، تفقد الشجاعة للوجود، تلك الخاصية التي تساعدك على المضي قدمًا.