ترامب على مفترق طرق: هل تقصف أمريكا منشأة فوردو النووية؟
في ظل تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، يواجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرارًا حاسمًا قد يعيد رسم خريطة الصراع الإقليمي، يتمثل في احتمال مشاركة الولايات المتحدة في تدمير منشأة “فوردو” النووية الإيرانية شديدة التحصين. هذه المنشأة الواقعة على عمق كبير تحت الأرض، لا يمكن استهدافها إلا باستخدام قنابل خارقة للتحصينات تُسقطها قاذفات B-2 الاستراتيجية الأمريكية.
وبعد أربعة أيام فقط من اندلاع القتال، برزت ملامح هذا الخيار العسكري، وسط ضغوط متزايدة وتضارب في المواقف داخل الإدارة الأمريكية. فبينما يلوح شبح المواجهة العسكرية، تظل أبواب التفاوض مع طهران مواربة، مما يضع واشنطن أمام مفترق طرق استراتيجي غير مسبوق.
ويُعد قرار استهداف فوردو بمثابة تحوّل دراماتيكي في سياسة ترامب، الذي طالما تعهّد بتجنّب الحروب المكلفة في الشرق الأوسط. وفي حال تنفيذ العملية، ستكون الولايات المتحدة قد انخرطت مباشرة في صراع عسكري مع إيران، ما يعكس تناقضًا صارخًا مع تعهدات ترامب الانتخابية.
في المقابل، حذّر مسؤولون إيرانيون من أن أي تدخل أمريكي في منشآتهم النووية سيقضي تمامًا على فرص العودة إلى طاولة المفاوضات بشأن برنامجهم النووي، وهو المسار الذي لا يزال ترامب يؤكد أنه يرغب في استكشافه.
وبحسب تقرير لصحيفة نيويورك تايمز، فإن تصريحات ترامب الأخيرة تعكس حالة من التخبط في تعاطي إدارته مع الأزمة. فبينما شجّع في وقت سابق مبعوثه الخاص للشرق الأوسط على التواصل مع الإيرانيين، عاد ليرسل إشارات حادة، أبرزها منشور على وسائل التواصل دعا فيه إلى “إخلاء طهران فورًا”، وهو ما اعتُبر تهديدًا مبطّنًا بضربة وشيكة.
ومع ذلك، لم يلبث ترامب أن صرّح في اليوم ذاته بأن “إيران على الأرجح تجلس بالفعل على طاولة المفاوضات، وهم يريدون التوصل إلى اتفاق”، في تناقض يسلّط الضوء على الارتباك الذي يخيّم على آلية صنع القرار داخل البيت الأبيض.
وفي تطور لافت، أعلن البيت الأبيض في وقت متأخر من مساء أمس أن الرئيس ترامب سيغادر قمة مجموعة السبع مبكرًا لمتابعة تطورات الأزمة، في خطوة تعكس حجم التوتر ومدى قرب اتخاذ إجراء حاسم.
وصرّح ترامب قبيل مغادرته: “بمجرد أن أغادر هنا، سنفعل شيئًا ما، لكن يجب أن أغادر الآن”، ما اعتُبر تلميحًا واضحًا لقرب اتخاذ قرار كبير قد يغيّر ملامح المنطقة بأكملها.
وفي ظل تضارب الإشارات، يبقى السؤال مطروحًا: هل سيمضي ترامب في تنفيذ ضربة عسكرية ضد إيران ويُدخل واشنطن في صراع جديد، أم سيختار اللحظة الأخيرة للعودة إلى المسار الدبلوماسي؟
الشرق الأوسط يترقب، والعالم يتنفس القلق.