صحيفة سعودية تأسست فير بريطانيا العام 2011
بريد الصحيفة - Muf2014s@gmail.com
الصفحة الرئيسية

قنبلة “اختراق المخابئ” تشعل الجدل حول فوردو.. وترامب متردد

في ظل التوتر المتصاعد بين الولايات المتحدة وإيران، تعود منشأة فوردو النووية إلى واجهة الجدل الدولي، بعدما كشفت صحيفة الجارديان البريطانية عن تردد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في إعطاء الضوء الأخضر لتوجيه ضربة عسكرية ضدها، رغم ضغوط بعض مسؤولي وزارة الدفاع.

وأوضحت الصحيفة، نقلًا عن مصادر مطلعة، أن هذا التردد يعود إلى شكوك ترامب في قدرة قنبلة GBU-57 – المعروفة باسم “قنبلة اختراق المخابئ” – على تدمير المنشأة المدفونة بعمق نحو 90 مترًا داخل جبل، بشكل كامل. وبرغم تطمينات بعض القادة العسكريين بأن إسقاط هذه القنبلة، التي تزن 13.6 طنًا، سيكون كافيًا لإخراج فوردو من الخدمة، فإن الرئيس الأميركي آنذاك لم يقتنع بإمكانية نجاح المهمة دون استخدام سلاح نووي تكتيكي.

قنبلة فريدة.. وجدال مستمر

ويُذكر أن GBU-57 تُعد من أقوى الأسلحة التقليدية المصممة لاختراق التحصينات تحت الأرض، ولا يمكن إطلاقها إلا عبر قاذفات B-2 المتقدمة. ومع ذلك، فإن خبراء عسكريين ومسؤولين سابقين في وزارة الدفاع أشاروا إلى أن تأثير القنبلة قد لا يتجاوز إحداث أضرار جزئية أو دفن المنشأة مؤقتًا، ما يسمح لطهران بإعادة تشغيلها خلال أشهر.

وأكدت وكالة الحد من التهديدات الدفاعية أن التدمير الكامل لمنشأة بحجم وعمق فوردو قد يتطلب تسلسلًا معقدًا من الضربات، يبدأ بتليين التربة ثم استخدام أسلحة أكثر تطورًا – وهو سيناريو لم يُطرح في اجتماعات غرفة عمليات البيت الأبيض، وفقًا للتقارير.

البرنامج الإيراني.. إلى أين؟

وفي وقتٍ تتحدث فيه الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن تخصيب إيران لليورانيوم بنسبة تصل إلى 83.7% في فوردو – وهي نسبة تقترب من العتبة النووية – تتزايد التساؤلات حول مستقبل البرنامج النووي الإيراني، وإمكانية احتوائه بالوسائل الدبلوماسية دون اللجوء إلى الحل العسكري.

وتُبرز التقارير الأمنية أن إسرائيل لا تمتلك القدرة على تدمير فوردو بمفردها، سواء من حيث الذخائر أو الطائرات، ما يعزز فرضية الاعتماد على دعم أميركي مباشر في أي تحرك عسكري محتمل ضد الموقع.

دبلوماسية على المحك

وفي خضم هذا المشهد المعقد، يبقى مصير منشأة فوردو مرتبطًا بمسارات الدبلوماسية الدولية والتوازنات الدقيقة بين الردع العسكري والتفاوض. وبينما يرى البعض في تهديد الضربة وسيلة للضغط على طهران للعودة إلى طاولة المفاوضات، يحذر آخرون من أن أي تحرك عسكري غير محسوب قد يشعل المنطقة بأكملها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى