أسواق النفط على صفيح ساخن: ضربة أميركية نووية ترفع حرارة الأسعار وتحبس أنفاس العالم
في ظل تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، وجدت أسواق النفط العالمية نفسها صباح اليوم على مفترق طرق حرج، بعد الضربات الجوية الأميركية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية في كل من فوردو، نطنز وأصفهان، ما أعاد إلى الواجهة سيناريوهات إمدادات مقلقة تهدد الاستقرار الطاقي العالمي.
العملية التي أعلن عنها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، واصفًا إياها بـ”إسقاط حمولة من القنابل”، فجّرت مخاوف من أن يتحول الرد الإيراني المرتقب إلى شرارة لأزمة طاقة عالمية، لاسيما في حال المساس بمضيق هرمز، الشريان الذي يمر عبره نحو ثلث صادرات النفط العالمية.
ويرى خبراء طاقة أن الرد الإيراني هو “كلمة السر” لمستقبل الأسعار، إذ قد تدفع تهديدات الملاحة أو ضربات مباشرة نحو قفزة في الأسعار إلى نطاق 95–110 دولارًا للبرميل، بينما قد يهدئ رد محدود نسبياً السوق عند مستويات 75–82 دولاراً.
ووفق بيانات “بلومبيرغ” و”ستاندرد آند بورز”، فإن علاوة التوترات الجيوسياسية ارتفعت إلى ما بين 7 و8 دولارات للبرميل، وسط تأرجح الأسواق بين الحذر والهلع.
وبينما استقرت أسعار خام “برنت” مؤقتاً حول 77 دولاراً، إلا أن الخبراء لا يستبعدون وصولها إلى 100 دولار أو أكثر في حال تصاعد الصراع. ويؤكد مختصون أن إغلاق مضيق هرمز أو حتى مجرد التلويح به، كفيل برفع الأسعار فورياً بمقدار 10–25 دولاراً.
محللون من لندن إلى الخليج أشاروا إلى أن الموقف الحالي ليس أزمة عابرة، بل يمثل منعطفاً جيواقتصادياً قد يعيد تشكيل ديناميكيات سوق النفط العالمي ويزيد الضغط على الاقتصاد العالمي، ما لم تتدخل قوى دولية لضبط إيقاع التصعيد.
ويبقى العامل الحاسم – كما أجمع المحللون – هو قدرة اللاعبين الرئيسيين على ضبط النفس، فـ”التصعيد لا يخدم لا المنتجين ولا المستهلكين”، كما قال علي الريامي، المسؤول العماني السابق في وزارة الطاقة