مضيق هرمز… الشريان البحري الأكثر هشاشة في العالم يقترب من حافة التهديد

مع تصاعد التوترات الإقليمية في الخليج، تعود المخاوف مجددًا إلى الواجهة من احتمال تعطل الملاحة في مضيق هرمز، الذي لا يُعد مجرد ممر مائي، بل شريانًا حيويًا تتنفس من خلاله أسواق الطاقة والسلع حول العالم.

ورغم أن إيران نفسها تعتمد على المضيق لتسيير تجارتها البحرية، إلا أن التلويح بورقة إغلاقه أو حتى عرقلة حركته ظل سلاحًا سياسيًا تستخدمه طهران عند اشتداد الضغوط.

في هذا التقرير نرصد أبرز الحقائق المرتبطة بهذا الممر العالمي بالغ الحساسية، ونجيب على أكثر الأسئلة تداولاً حول أهميته، وسيناريوهات تعطيله أو تهديده:

1. 

ما هو مضيق هرمز؟ وأين يقع تحديداً؟

يمثل مضيق هرمز البوابة الجنوبية للخليج العربي باتجاه بحر عُمان والمحيط الهندي، ويفصل بين إيران شمالاً وسلطنة عمان والإمارات جنوباً. يبلغ طوله حوالي 167 كيلومتراً، ويتراوح عرضه بين 33 كيلومتراً في أضيَق نقاطه إلى 52 كيلومتراً في أوسعها.

تتباين التفسيرات حول اسم المضيق؛ فهناك من ينسبه إلى مملكة “أرمز” التاريخية، فيما يرى آخرون أنه مأخوذ من الكلمة الفارسية “أورمغ” التي تعني “النخيل”.

2. 

لماذا يُعد مضيق هرمز بهذا القدر من الأهمية؟

تحوّل المضيق من مجرد معبر تاريخي للتجارة البحرية بين آسيا وأوروبا إلى أحد أهم الممرات الاقتصادية في العالم، خصوصًا بعد اكتشاف النفط والغاز في دول الخليج.

اليوم، يعبر من خلاله ما يقارب 20% من إمدادات النفط العالمية اليومية، إضافة إلى ثلث تجارة الغاز الطبيعي المسال على مستوى العالم، ما يجعل أي تهديد له بمثابة إنذار دولي اقتصادي وأمني في آن واحد.

3. 

هل يمكن فعلاً إغلاق المضيق؟ وكيف؟

الإغلاق الكامل صعب لكنه ليس مستحيلاً. يمكن لطهران تعطيل الملاحة عبر أساليب متعددة، أبرزها:

• زرع الألغام البحرية في نقاط ضيقة من الممر.
• استهداف سفن وناقلات في المضيق لإعاقة الحركة.
• نشر زوارق حربية تعيق المرور.
• استخدام بطاريات صواريخ أرض-بحر لتوجيه تهديدات مباشرة للممرات البحرية.

ورغم أن أي من هذه الأساليب لم يُختبر على نطاق واسع يسبب توقفًا تامًا، إلا أن توفر القدرات يبقى عاملاً مقلقًا للضمانات الدولية.

4. 

هل سبق أن أغلقت إيران المضيق؟

لم يحدث. رغم التهديدات المتكررة منذ عام 1979، لم تُقدم إيران فعليًا على إغلاق المضيق. حتى خلال “حرب الناقلات” في الثمانينات، حين استُهدفت مئات السفن، ظل المضيق مفتوحًا.

إلا أن تجربة تفجير لغم إيراني أصاب سفينة حربية أميركية عام 1988 تبقى إشارة إلى ما يمكن أن تفعله طهران إذا قررت التصعيد.

5. 

ما الذي يمنع فعليًا إيران من إغلاق المضيق؟

• القوانين الدولية التي تضمن حرية الملاحة.
• الردع العسكري من قوى كبرى مثل الولايات المتحدة.
• الحساسية الاقتصادية لإيران نفسها، كون المضيق أيضاً شريانًا حيويًا لتجارتها وصادراتها.

وبين الحسابات السياسية والمصالح المتبادلة، يبقى مضيق هرمز أكثر نقاط العالم البحرية هشاشةً واستعصاءً على الغلق الكامل، لكنه يبقى أيضًا أحد أسهل مفاتيح الفوضى الاقتصادية في حال الانفجار