النفط يتجاهل نُذر الحرب ويهبط بقسوة.. “العديد” تُقصف والأسواق تُصاب بالهدوء
في مشهد يُشبه المفارقة الساخرة، هبطت أسعار النفط بأكثر من 5% يوم الاثنين، رغم تصاعد أعمدة التوتر من الخليج، إثر استهداف قاعدة “العديد” الأميركية في قطر بطائرات مسيّرة إيرانية فجرًا.
برميل برنت سقط بنحو 4.25 دولار دفعة واحدة، ليستقر عند 72.76 دولاراً للبرميل مع حلول الساعة 17:56 بتوقيت غرينتش، بحسب بيانات منصات التداول الرسمية. التراجع بلغت نسبته 5.52%، وكأنه انعكاس بارد على حدث يُفترض أنه ملتهب.
لكن ما لم يُحرق السوق كان غياب اللهب الحقيقي: الهجوم لم يسفر عن خسائر بشرية أو مادية تذكر، كما لم تُسجّل أي إشارات على تعطل الإمدادات النفطية من الخليج، ولا حتى أدنى ارتباك في شحنات ناقلات الخام من الموانئ القطرية أو المجاورة.
هكذا، فضّلت السوق أن تُغلّب العقلانية على الرعب، متجاوزة لغة الطائرات المسيّرة نحو قراءة أكثر برودة: “لا خطر مباشر.. لا أزمة فورية”.
قراءة في الخلفية:
- القاعدة المستهدفة تقع قرب واحد من أكثر مسارات تصدير الغاز والنفط حساسية في العالم.
- ومع ذلك، فإن التجاهل شبه الكامل من السوق يعكس ثقة متزايدة في احتواء التوترات، أو على الأقل استيعابها دون اضطراب في الإمدادات.
بين السطور:
النفط لم يعد يتحرك بالنبضات الجيوسياسية كما كان، بل بات يتطلّب “صدمات نوعية” تُهدد فعلياً بتعطيل الضخّ أو الملاحة البحرية. مشهد “العديد” فجر الاثنين كان درامياً، لكنه لم يحمل مفتاح الأزمات النفطية الحقيقية.
—
📉 السعر: 72.76 دولار لخام برنت
⏱ التوقيت: الاثنين 23 يونيو، الساعة 17:56 غر