صحيفة سعودية تأسست فير بريطانيا العام 2011
بريد الصحيفة - Muf2014s@gmail.com
آخر الأخبار

ما لم يُعلن عن هدنة إسرائيل وإيران… وسطاء الظل وقرار الساعات الأخيرة

التحليل السياسي – مفاكرة 

في مشهد سياسي معقد يتجاوز الحسابات العسكرية، دخلت منطقة الشرق الأوسط فجأة في حالة “صمت ناري” بين قوتين تتنازعان النفوذ والنوايا: إسرائيل وإيران. هدنة لم تُعلَن تفاصيلها رسميًا، لكن ما دار خلف الستار يكشف عن شبكة تواصل حساسة بين عواصم القرار، كانت باريس والدوحة أبرز أطرافها.

باريس تحمل الرسالة.. وواشنطن تختار القناة الأوروبية

بينما كانت العمليات العسكرية في أوجها، تلقت باريس اتصالًا دبلوماسيًا من واشنطن يحمل مضمونًا واحدًا: “الهدنة ممكنة، إذا التزمت طهران بعدم الرد”. لم يكن من المعتاد أن تعتمد الإدارة الأميركية على قناة أوروبية للتخاطب مع إيران، لكن الظروف السياسية والضغط الإقليمي فرضا هذا الخيار.

توجه وزير الخارجية الفرنسي فورًا إلى التنسيق مع طهران، في خطوة عكست ثقة واشنطن بقدرة باريس على التحدث مع جميع الأطراف، دون ضجيج أو استعراض.

إيران تعيد تموضعها السياسي عبر بوابة التفاوض

الرد الإيراني جاء مختلفًا عن المألوف. وزير الخارجية الإيراني لم يُظهر تشددًا، بل أبدى انفتاحًا على إعادة فتح المسار النووي، بمشاركة أوروبية، الأمر الذي بدا وكأنه محاولة من طهران لاستثمار الهدنة لا كخسارة ميدانية، بل كبداية جديدة لمرحلة سياسية يمكن من خلالها استعادة أوراق التفاوض التي كادت أن تُفقد على وقع القصف.

قطر… الوسيط الذي لم يُذكر

في الوقت الذي كانت فيه العواصم تتبادل الرسائل، كانت الدوحة تتحرك بهدوء. وفق مصادر سياسية مطلعة، فقد لعب رئيس الوزراء القطري دورًا مباشرًا في إقناع طهران بالقبول بالعرض الأميركي. جاءت هذه الوساطة بعد حادثة غير مسبوقة: سقوط صواريخ إيرانية قرب قاعدة أميركية جنوب قطر، الأمر الذي دفع القيادة القطرية إلى التدخل العاجل لتفادي تصعيد يُهدد أمنها ومصالحها.

النجاح القطري لم يكن فقط في إقناع الإيرانيين، بل في ربط مسار التهدئة بمسار تفاوضي شامل، وهو ما انعكس لاحقًا في تصريحات المسؤولين الإيرانيين عن “الاستعداد للحوار النووي”.

إسرائيل: الهدنة مشروطة بـ”الانتصار”

من جانبها، وافقت إسرائيل على المقترح الأميركي بعد تقييم أمني أعلن أن العمليات العسكرية “حققت أهدافها”، خصوصًا ما يتعلق بإضعاف البنية النووية الإيرانية وقتل قيادات بارزة في منظومة الحرس الثوري. إسرائيل تعاملت مع الهدنة ليس كتنازل، بل كإعلان “نهاية عملية ناجحة”.

خلف السطور

بدأت المواجهة في 13 يونيو، لكنها لم تكن فقط مواجهة صواريخ وطائرات. ما جرى هو اختبار حقيقي لقنوات التواصل غير المباشرة، وإعادة ترتيب للنفوذ في المنطقة.

باريس استعادت دور الوسيط الأوروبي، وقطر أثبتت أنها لاعب إقليمي لا يمكن تجاوزه، وواشنطن اختارت الانسحاب التكتيكي عبر الدبلوماسية، فيما بدا أن طهران تعيد تقييم موقعها السياسي على ضوء تطورات ميدانية ضاغطة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى