” تعلّم متى ترحل”

عبارة نرددها كثيرًا .. لكن قلّ من يدرك عمقها الحقيقي…
الرحيل لا يعني الهروب، بل وعيٌ مبكر بمؤشرات الأذى..
أن ترحل قبل أن تتأذى، قبل أن تنكسر
قبل أن تنطفئ..
أن تُدرك العلامات الأولى وتستجيب لها.. لا أن تنتظر حتى يُنهكك الألم…
فالأذى لا يأتي فجأة، بل يسبقُه همسٌ خافت لا يسمعه إلا من كان حاضرًا مع ذاته…
وحين نُغادر مع أول إنذار، فإننا لا نخسر شيئًا، بل نكسب أنفسنا…
الرحيل عند أول مؤشر.. وقاية لا هزيمة، ووعي لا ضعف…
أن تختار نفسك، يعني أن تنجو…
أن تُغادر قبل أن تُجبَر على الرحيل، هو قمة القوة، لا الضعف…
فمن أحبّ نفسه بصدق ..لن يتركها رهينة لأحد، ولا فريسة لصمتٍ موجع ..
ولا بأس أن تُغلق الباب بهدوء… وتمضي ..
فليس كل من سكن القلب، يستحق البقاء فيه…وبعض الرحيل نجاة، وبعض المسافات حياة ..