عرفانٌ لا تنطفئ جذوته.. وشكرٌ لا يُقاس بطوله أو عرضه
للمؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيّب الله ثراه –حقٌّ لا توفّيه الكلمات،ولاتُحيط به الوثائق ولا المجلدات،هو من نفض عن أنحاء الجزيرة غبار التنازع،ووضع حجارة بناء الوطن لبنة لبنة، وحّده بسيف الإيمان وعدل القيادة.
هو من قرأ خريطة البلاد بقلبه قبل بصره،فألّف بين أطرافها، وربط ما تباعد منها،حتى باتت المملكة قلبًا نابضًا في جسد واحد.
هو الذي بسط الله على يديه الأمن،وأبدل الخوف بالطمأنينة، والفتنة بالسّكينة،فما من طريقٍ في هذه الأرض إلا وله فيه أثر،ولا مدينةٍ إلا ولامسها نور عزيمته،أوضمّها عدل حكمه.
منه ابتدأت قوافل الوحدة،
وبه توحّدت الرايات بعد طول شتات،فسكنت البيوت، وأُضيئت المدارس،ونبضت الأسواق، وأنشئت المشافي
وصار الليل يُسدل ستاره على وطنٍ آمن ، بعد خوف نهاره ،
يحمد فيه الله في صلاته، ثم يذكر عبدالعزيز في دعائه.
ومن باب الوفاء لمن زرع لنا وطناً من الطمأنينة بعد التيه،
ووحدة بعد الفرقة، وسعة بعد الضيق،
نقترح أن تُسمى شبكة الطرق السريعة – التي تربط شمال المملكة بجنوبها، وشرقها بغربها، مرورًا بوسطها – باسم:
“شبكة الملك عبدالعزيز – طريق الوحدة الوطنية”
ليكون اسمُه – رحمه الله – حيًّا في قلب كل مسافر،
يرى في امتداد الطريق امتداد الفضل،
وفي تواصل الجغرافيا تجسيدًا لما صنعه هذا القائد العظيم من تلاحم،
ولتكون كل رحلة في أرض الوطن، عبورًا في سيرته ، ودعاءً لذكراه،
وعنوانًا خالدًا يردّد في كل اتجاه:
هنا سار الملك… فتوحدت الأرض، وعمّ الرخاء، وتنفّس التاريخ مجدًا جديدًا.
ولم تكن تلك الأمجاد عارضة تنقضي،بل كانت بداية لسلسلة من العطاء المتصل،حملها من بعده أبناؤه البررة،حتى آلت إلى هذا العهد الميمون بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز،وساعده الأيمن، مهندس الرؤية الحديثة، ولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز،فغدت المملكة في ظلّهما تواصل البناء بالعزم ذاته، والرؤية ذاتها،وتشقّ المستقبل كما شقّ المؤسس الطريق في الأمس…بإيمان راسخ، وولاء لا ينكسر، وهمة لا تعرف القاع. وهما خيرُ من يطلق عنان العرفان يجري في كل طريق يجمع أطراف المملكة تحت هذا الإسم الخالد في قلب الوطن .
وما ذاك إلا نزر يسير من حقه على الأجيال المتلاحقة من بعده ، رحمه الله رحمة واسعة.