كن نورًا في عتمة غيرك… واجبر خاطرًا
من أعظم الأعمال التي لا يجزيك بها أحد إلا الله .. جبر الخواطر…فهو عمل عظيم يؤتيك الله به من الخير ما لا يخطر لك على بال .. وقد تأتيك ثماره على هيئة دعوة في ظهر الغيب .. أو لطف خفي في شدتك…
من سار بين الناس جابرًا للخواطر، أدركته عناية الله في جوف المخاطر …
إنه خلق الأنبياء وصفة النبلاء .. مراعاة المشاعر .. انتقاء الكلمات ..التلطف بالأفعال …وكما قيل (الكلام اللين يغلب الحق البين)
إن تضميد الجراح النفسية ..ومواساة القلوب المنهكة .. وإدخال السرور على قلب أحدهم .. هي صور من جبر الخواطر التي قد تكون عند الله أعظم من كثير من الأعمال الظاهرة…
الكلمة الطيبة، الابتسامة الصادقة .. السؤال الصادق عن الحال… كلها أبواب للخير، ودلالات على قلب حي ونفس واعية… اهتم بمشاعر الآخرين ..فرب كلمة تداوي جرحًا خفيًا .. ورب حضور يحيي قلبًا كاد أن ينطفئ…وابحث دائمًا عن الأثر الذي تتركه خلفك .. فالقلوب لا تنسى من مسح عنها حزنها .. والأرواح تحفظ في ذاكرتها من كان نورًا في عتمتها…احرص أن تكون دائمًا سببًا في ابتسامة قلب، أو سكينة روح .. أو طمأنينة خاطر…قد يكون من حولك يخفون ألمًا كبيرًا خلف صبرهم وصمتهم .. ويحتاجون كلمة صادقة .. أو يدًا حانية .. أو احتواءدافئ …
قال بعض الحكماء …من ذاق من لطف الله شيئًا أحب أن يكون لطيفًا بعباده..
فلا تحقرن من المعروف شيئًا… حتى كلمة «لا بأس» لصدرٍ ضاق، أو «أنا هنا»
لقلبٍ أنهكه التعب .. قد ترفعك عند الله درجات…
دع أثرًا طيبًا حيث كنت .. فالدنيا زائله والأرواح باقية على ذكرى من طيّب خواطرها يومًا ما ..واحرص أن يكون
اسمك مقرونًا بالخير في دعوات الناس..
وما أعظم أن يُقال في ظهر الغيب (اللهم كما جبر خاطري .. فاجبر خاطره)
اللهم ارزقنا قلبًا يفيض رحمة ..ولسانًا لا ينطق إلا بالخير .. ويدًا تعين .. ونفسًا تهون على الآخرين ما استطاعت
اللهم اجعلنا من عبادك الذين يجبرون الخواطر .. وينيرون دروب غيرهم
واجعل لنا من كل ضيق مخرجًا ..ومن كل كسر جبرًا، ومن كل هم فرجًا…واجعلنا ذا اثراً جميل …..