
كتب يوسف عفيفي:
شهدت الساحة السياحية في مصر خلال موسم صيف 2025 انتعاشة ملحوظة في معدلات الإشغال السياحي، خصوصًا في مناطق الساحل الشمالي.
وقالت مصادر بوزارة السياحة والآثار، إن نسب الإشغال السياحي ارتفعت بشكل ملحوظ مقارنة بالعام الماضي مدفوعة بالإقبال الكبير من المصريين في إطار تنشيط السياحة الداخلية التي عادت بقوة هذا العام خاصة في ظل الظروف الاقتصادية التي دفعت الكثيرين لتفضيل المقاصد المحلية على السفر للخارج.
وتُعد منطقة الساحل الشمالي من الوجهات الأكثر جذبًا للمصريين خلال شهري يوليو وأغسطس مع تزايد الإقبال على القرى السياحية الجديدة ومشروعات الإيجار القصير وعلى رأسها منصات الإقامة مثل Airbnb التي سجلت نمواً في الطلب بنسبة ملحوظة تزامنًا مع ارتفاع متوسط الأسعار اليومية في بعض المناطق إلى أكثر من 200 دولار.
وفي المقابل، تشهد مدينتي شرم الشيخ والغردقة، استقرارًا ملحوظًا في نسب الإشغال السياحي تجاوزت 75% خلال النصف الأول من العام الحالي، بدعم من التدفقات المستمرة من الأسواق الأوروبية وعلى رأسها ألمانيا وروسيا إلى جانب الزائرين من دول الخليج وخاصة المملكة العربية السعودية. وتشير التوقعات إلى استمرار هذا الزخم السياحي مع دخول موسم الخريف والشتاء بفضل حملات الترويج السياحي التي أطلقتها وزارة السياحة مؤخرًا إلى جانب خطط التوسع في السعة الفندقية بإضافة أكثر من 19 ألف غرفة جديدة قبل نهاية العام وهو ما يعزز القدرة الاستيعابية للمدن الساحلية ويواكب الزيادة المتوقعة في أعداد الزوار التي قد تصل إلى 17 مليون سائح بنهاية السنة المالية.
ويرى مراقبون في السياحة وعلى رأسهم الدكتور عاطف عبد اللطيف رئيس جمعية مسافرون للسياحة والسفر عضو جمعيتي مستثمري مرسى علم وجنوب سيناء، أن التحسن في الأوضاع الأمنية وعودة الطيران المباشر من روسيا وإنجلترا فضلًا عن استقرار الأسعار النسبية مقارنة بأسواق منافسة مثل تركيا واليونان لعب دورًا مهمًا في استعادة مصر مكانتها كوجهة مفضلة للسياحة الشاطئية والثقافية على حد سواء.
وأشار عبداللطيف في تصريح لصحيفة “مفاكرة” السعودية مقرها مكة المكرمة، إلى أن السياحة الداخلية ساهمت في دعم الحركة السياحية خاصة خلال الأعياد والعطلات الرسمية وسط تزايد وعي المصريين بأهمية دعم الاقتصاد الوطني عبر اختيار المقاصد السياحية المحلية.
ومن المنتظر أن تشهد الفترة المقبلة مزيدًا من التنسيق بين القطاعين العام والخاص لتعزيز جودة الخدمات وتوفير بدائل سياحية تناسب مختلف شرائح الزوار من الداخل والخارج بما يحقق مستهدفات الدولة في الوصول إلى 30 مليون سائح سنويًا بحلول عام 2030.