صحيفة سعودية تأسست في بريطانيا العام 2011إ
بريد الصحيفة - Muf2014s@gmail.com
دوليات

تصعيد كارثي في غزة: إسرائيل تجوّع مليون طفل وتستهدف كل مقومات الحياة

شهد قطاع غزة والضفة الغربية تصعيدًا مروعًا في عدوان الاحتلال الإسرائيلي خلال الفترة من 15 إلى 21 يوليو 2025. بلغت حصيلة الشهداء 646 شهيدًا، و3,101 مصابًا، بينهم أعداد كبيرة من الأطفال والنساء. بذلك، ترتفع الحصيلة الإجمالية منذ 7 أكتوبر 2023 إلى 60,544 شهيدًا وأكثر من 150,820 جريحًا في تصاعد مستمر للجرائم والانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني.

غزة تحت وطأة المجاعة والقصف الممنهج

يئن قطاع غزة تحت وطأة المجاعة والقصف اليومي للمدنيين والبنى التحتية، بينما يواجه أهل الضفة الغربية والقدس المزيد من التهجير والهجمات على الأرض والمقدسات. يلحظ المرصد الإعلامي لمنظمة التعاون الإسلامي أن آلة الاحتلال تتعمد تدمير كل مقومات الحياة، حيث أصبحت المستشفيات والمدارس والكنائس والمساجد أهدافًا مستباحة للقصف والاقتحام الإسرائيلي. وقد تعرضت كنيسة العائلة المقدسة للاتين في مدينة غزة لقصف، ما أسفر عن استشهاد 3 وإصابة 10 آخرين على الأقل.

مجاعة غير مسبوقة تهدد أطفال غزة

وثّق المرصد الإعلامي للمنظمة استمرار العدوان الإسرائيلي بوتيرة غير مسبوقة. أكدت وكالة “الأونروا” أن إسرائيل تجوّع مليون طفل من سكان غزة المحاصرين، حيث بلغت حدة سوء التغذية بين الأطفال أقصى مستوياتها التاريخية. وقد فحصت الوكالة 74 ألف طفل للكشف عن سوء التغذية، وحددت ما يقرب من 5,500 حالة سوء تغذية حاد شامل وأكثر من 800 حالة سوء تغذية حاد بشدة. كما سجل مصدر طبي بمستشفى شهداء الأقصى وفاة طفلة تبلغ من العمر عامًا ونصف العام نتيجة الجوع في دير البلح.

تشهد المستشفيات في غزة توافد مئات المصابين بالجوع الحاد وسوء التغذية، في ظل عجز القطاع الصحي عن الاستجابة نتيجة نقص حاد في الأدوية والأطقم الطبية وشح الموارد الأساسية. ووفقًا لتقرير مجموعة الحماية العالمية، لا مكان آمن في غزة، والأعمال العدائية تُرتكب في بيئة تخلو من أي حماية، إذ أُصيب خلال فترة الحرب أكثر من أربعين ألف طفل. وتؤكد الأونروا أن الاحتلال يقتل يوميًا ما يعادل صفًا دراسيًا كاملًا من الأطفال، أي ما بين 35 و 45 طفلاً في المتوسط في كل صف.

نزوح قسري وكارثة إنسانية متفاقمة

أشارت مجموعة الحماية الدولية إلى أن سكان القطاع يعيشون مأساة النزوح القسري المتكرر لـ90% منهم، أغلبهم من كبار السن وذوي الإعاقة. ويصف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) كيف يخاطر الناس بحياتهم لتأمين الحد الأدنى من الغذاء والمياه دون أن يجدوا الأمان. كما أوضح صندوق الأمم المتحدة للسكان أن النساء الحوامل والأمهات يتضورن جوعًا ويضعن أطفالهن في ظروف شديدة القسوة.

تتفاقم المجاعة مع وصول القطاع لمرحلة الكارثة: أكثر من 90% من السكان عاجزون عن تأمين طعام يومهم، فيما يعاني طفل من كل ثلاثة أطفال من سوء تغذية حاد ومزمن. ويؤكد المرصد الإعلامي للمنظمة استمرار استهداف الاحتلال للمدنيين في مناطق توزيع المساعدات، إضافة إلى استهداف خيام النازحين والمستشفيات بشكل متكرر وممنهج، وهدم البيوت فوق ساكنيها واقتحامات عشوائية تطال كل حي، إضافة إلى تدمير متعمد للبنى التحتية الحيوية وخاصة مصادر المياه والكهرباء، مما عقّد أوضاع المدنيين الهاربين من الموت والباحثين عن الأمان.

دعوات دولية لوقف الحرب ورفع القيود

وقال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن الجيش الإسرائيلي ارتكب إحدى أبشع المجازر يوم الأحد الماضي ضد مدنيين مجوّعين من منتظري المساعدات شمالي قطاع غزة، حيث أمرهم برفع أيديهم، ثم أطلق النار فقتل 67 وأصاب العشرات أثناء محاولتهم الحصول على كيس دقيق. وبلغ إجمالي شهداء المساعدات في القطاع إلى أكثر من 1017 شهيدًا وأكثر من 6400 مصابًا. وفي الوقت ذاته، فإن مليون نازح فلسطيني مهدد بالعطش، بعد توقف محطة التحلية الرئيسية شمالي مدينة غزة عن العمل بالكامل.

دعت المملكة المتحدة و25 شريكًا دوليًا، في بيان مشترك صدر الاثنين الماضي، إسرائيل إلى وقف الحرب في قطاع غزة فورًا، ورفع القيود المفروضة على تدفق المساعدات بشكل عاجل. وقد أكد البيان رفض كل من بريطانيا ووزراء خارجية أستراليا، النمسا، بلجيكا، كندا، الدنمارك، إستونيا، فنلندا، فرنسا، أيسلندا، أيرلندا، إيطاليا، اليابان، لاتفيا، ليتوانيا، لوكسمبورغ، هولندا، نيوزيلندا، النرويج، بولندا، وآخرين… لهذا الوضع الكارثي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى