شؤاطئ لم نختارها

تبحر بنا سفينة الحياة أحيانًا نحو شواطئ لا نرغب في الوصول إليها، لكن تلك الشواطئ قد تكون قدرنا الذي كُتب علينا ..
كل شاطئ نتوقف عنده ما هو إلا محطة في رحلتنا، نتعلم فيه درسًا جديدًا ونكتسب خبرة مختلفة وبين محطة وأخرى .. نصطدم بعقبات ونواجه معيقات، لكنها لم تأتِ عبثًا .. بل جاءت لتؤهلنا للقادم، لتصقلنا، وتعلّمنا الصبر والقوة…
هناك مقولة تقول: «الله يعطي المعارك لأصعب الجنود».لهذا علينا أن نلجأ إلى الله دائمًا، وأن ندعوه أن يلهمنا (الفهم) كما ألهم سليمان عليه السلام ..
لندرك الحكمة من الرسائل المخفية في المواقف التي مررنا بها، لأن لكل حدث حكمة ولكل تجربة هدف، تمهيدًا لمرحلة أعظم تنتظرنا..
تأمل قصة يوسف عليه السلام .. وما مرّ به من محن حتى أصبح عزيز مصر. لقد كان كل ألم يعيشه حينها إعدادًا لمجد لاحق..
كما يُقال: «كل ما يُوضع في حقيبتك من ذكريات وأحداث وصعوبات… ليس إلا سلاحًا ستأخذه معك لمعارك الغد».
نسير في دروب الحياة دون أن نعلم تمامًا ما الذي ينتظرنا، لكننا نوقن أن يد الله تدبر كل تفاصيل الرحلة..
هناك مقولة مطمئنة تقول: «إن الله يخبئك لمن يشبهك»، لتذكرنا بأن ما كتبه الله لنا سيأتي في وقته المناسب، وأن كل محطة نمر بها، وكل عقبة أو فرح أو حزن، ليست سوى مراحل تصنعنا، وتشكل قلوبنا، وتقوي أرواحنا..
وفي النهاية، نفهم أن الطريق إلى النور ليس دائمًا مستقيمًا .. أحيانًا يمر بالظلال، وأحيانًا يعبر الألم، لكنه دائمًا يقودنا إلى حيث يجب أن نكون… إلى حياة ناضجة، وقلب أقوى، وروح أكثر سلامًا..