صحيفة سعودية تأسست في بريطانيا العام 2011إ
بريد الصحيفة - Muf2014s@gmail.com
مقالات

حين تعصف بنا المواقف .. تسقط الأقنعة

في كثير من الأحيان لا نرى الأشخاص أو الأشياء كما هم، بل كما نتمنى أن يكونوا.
نلبسهم ثوبًا من الجمال نسجه خيالنا، ونرسم لهم ملامح من نور، لأن في أعماقنا حاجة إلى النقاء، إلى الطمأنينة، إلى تصديق أن العالم يشبه أحلامنا.

لكن حين تهب رياح المواقف تسقط الأقنعة التي صنعناها، وتتهاوى الفلاتر التي وضعناها بعدسة القلب لا العقل.
عندها تنكشف الصورة الحقيقية واضحة، مجردة من الزخرفة. ويولد الوجع ليس من الحقيقة وحدها، بل من خيبة الظن، من انكسار الوهم، ومن شعورنا بأننا خدعنا أنفسنا قبل أن يخدعنا الآخرون.

في حياتنا نعبر بين وجوه كثيرة، تحيط بنا ابتسامات وكلمات تبدو صادقة، لكنها أحيانًا ليست سوى أقنعة ..
هناك مقولة تقول “لا شيء يؤلم أكثر من سقوط قناع ظنناه يوماً وجهاً حقيقياً.”
وكم من ابتسامة كانت ستارًا لشيء آخر.
أقنعة أنيقة تُخفي ما في القلوب، وأدوار بارعة يتقنها البعض ليظهروا بصورة مثالية تخالف حقيقتهم ..
ولكي لا نخدع بتلك الأقنعة، علينا أن نتحلى بالصبر وحسن البصيرة ..هناك مثل شهير يقول: “الزمن غربال الحقائق” وألا نستعجل الحكم على أحد أو نغتر بالكلام العذب والبريق الخارجي…فالكثيرون يجيدون رسم الصور التي يريدون أن نراها
وكما قيل قديماً “الذهب لا يتغير بالنار، بل يظهر صفاؤه” وكذلك معدن الإنسان لا يظهر إلا حين تعصف بنا المواقف الصعبة” .
هناك فقط يختفي التزييف ويظهر الأصل، وربما يكون سقوط الأقنعة هدية خفية من الله..فالحقيقة مهما كانت جارحة أرحم من الوهم، والوضوح مهما كان مؤلمًا أصدق من الزيف…
لعلنا نتعلم أن نرى بعيون القلب والعقل معًا، وأن نترك للأيام مهمة كشف الحقائق،..
مثل يقول: “عند الشدائد تُعرف الوجوه وتُكشف النوايا”

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى