صحيفة سعودية تأسست في بريطانيا العام 2011إ
بريد الصحيفة - Muf2014s@gmail.com
صحتك

“القيلولة دواء نفسي وروحي.. دراسة تكشف فوائدها في تخفيف التوتر”

أكد البروفيسور أحمد بن سالم باهمام، أستاذ واستشاري الأمراض الصدرية وطب النوم بكلية الطب والمدينة الطبية في جامعة الملك سعود، أن “القيلولة” سُنة نبوية وممارسة تحمل فوائد صحية ونفسية مثبتة علميًّا، أبرزها تخفيف التوتر وتحسين التوازن النفسي.

وأوضح باهمام في تغريدة نشرها عبر حسابه على منصة “إكس” أن فريقًا بحثيًّا نشر ورقة علمية حديثة أُجريت في ثلاث دول مسلمة: السعودية، وتركيا، وماليزيا، تناولت العلاقة بين القيلولة ومستوى التوتر النفسي، وهدفت إلى دراسة أنماط القيلولة اليومية وتأثيرها على الصحة النفسية لدى البالغين.

وأشار إلى أن الدراسة اعتمدت على استبيان إلكتروني شمل مشاركين بالغين من الدول الثلاث، جرى من خلاله تحليل عاداتهم المتعلقة بالقيلولة ومقارنتها بمستويات التوتر اليومية التي يواجهونها.

وبيّنت النتائج أن نسبة كبيرة من المشاركين يمارسون القيلولة بانتظام، وغالبًا بعد صلاة الظهر، بمدد تتراوح بين 15 و60 دقيقة، وقد تتجاوز الساعة لدى البعض. كما أظهرت الدراسة أن من يمارسون القيلولة بانتظام سجلوا معدلات توتر أقل مقارنةً بغيرهم، ما يعكس القيمة النفسية لهذه العادة المتجذرة دينيًّا وثقافيًّا.

وأضاف باهمام أن القيلولة القصيرة أو المتوسطة بعد الظهر، خصوصًا لمن يستيقظون باكرًا، قد تسهم بفاعلية في تقليل التوتر وتحسين المزاج العام، مؤكدًا أن الجانب الروحي لم يكن غائبًا عن البحث، مستشهدًا بالآية الكريمة:
{إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ}، بوصفها دلالة قرآنية تربط بين النعاس والسكينة النفسية.

وفي سياق متصل، أشار البروفيسور باهمام إلى بيان علمي صدر مؤخرًا عن جمعية القلب الأمريكية، اعتبر أن النوم الجيد أحد أهم الركائز الأساسية لحماية القلب، مشيرًا إلى أن قلة النوم تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وسكر الدم، وزيادة مستويات الالتهاب، مما يضعف تأثير العوامل الصحية الأخرى.

واستعرض البيان ثمانية عناصر أطلقت عليها الجمعية اسم “أساسيات الحياة الصحية للقلب”، وهي: التغذية الجيدة، النشاط البدني المنتظم، الإقلاع عن التبغ، النوم الجيد، الحفاظ على وزن صحي، ضبط الكوليسترول، التحكم في السكر، وضبط ضغط الدم.

وأكد أن النوم الليلي المريح بمعدل سبع إلى تسع ساعات يسهم في انتظام الهرمونات وإراحة القلب والجهاز العصبي، ويمكن تحسينه بخطوات بسيطة، مثل تثبيت مواعيد النوم، وتخفيف الإضاءة، وتجنب استخدام الشاشات قبل النوم.

واختتم باهمام بالتأكيد على أن النوم الصحي، سواء كان ليليًا أو على هيئة قيلولة نهارية، ليس رفاهية بل ضرورة حياتية، لدوره المهم في تعزيز الصحة النفسية والوقاية من الأمراض المزمنة، وفي مقدمتها أمراض القلب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى