صحيفة سعودية تأسست في بريطانيا العام 2011
بريد الصحيفة - Muf2014s@gmail.com
آخر الأخبار

«نــال».. ولادة جمعية أدبية تعيد الاعتبار لفنون السرد في السعودية

من قلب المشهد الثقافي السعودي، الذي يعيش في السنوات الأخيرة حالة من الحراك المتسارع، يطل كيان جديد يفتح نافذة رحبة على عالم الأدب وفنونه. فقد أُعلن في الرياض عن تأسيس جمعية آداب وفنون السرد «نــال»، في خطوة تعكس الوعي بأهمية السرد باعتباره وعاءً للخيال، وحارساً للذاكرة، ومرآة لتحولات المجتمع.

الجمعية التي انطلقت تحت إشراف المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي، تأتي استجابة لتنامي المنصات والملتقيات الأدبية، لكنها تحمل هوية خاصة، تسعى من خلالها إلى تكامل الجهود المؤسسية والشخصية، وإلى صناعة بيئة مستدامة للأدباء والموهوبين في مجال الرواية والقصة القصيرة وأدب الترجمة والنقد.

أهداف تتجاوز الإطار التقليدي
لا تقف «نــال» عند حدود إقامة الأمسيات والندوات، بل ترسم لنفسها مساراً أبعد: تدريب جيل جديد من الكتّاب على تقنيات السرد، تأهيل مترجمين ونقاد متخصصين، دعم الأعمال السردية المرشحة للجوائز، وتقديم برامج تسهم في ترسيخ حضور الأدب السعودي عربياً وعالمياً. كما تعد الجمعية بإطلاق منصات للنشر، ومسابقات أدبية، وملتقيات دورية تفتح حواراً مباشراً بين الكتّاب والجمهور.

مجلس إدارة بخلفيات متنوعة
تشكيلة مجلس الإدارة تعكس هذا الطموح؛ إذ تضم أسماء من حقول الأدب والإعلام والفكر، من بينهم: عبد الرحمن الدرعان، يوسف المحيميد، الدكتور عبدالله الكعيد، الدكتور مبارك الخالدي، فالح العجمي، فالح الفالح، ورشيد الصقري. وهي أسماء خبرت السرد وعايشت حراكه، ما يجعل من الجمعية مشروعاً يتكئ على خبرة لا على مجرد حماسة.

منصة تتناغم مع رؤية 2030
تأسيس «نــال» يجيء متسقاً مع روح رؤية المملكة 2030، التي جعلت الثقافة أحد محركات التنمية، وأتاحت للمبدعين فضاءات أوسع لإبراز طاقاتهم. فالسرد هنا ليس مجرد نصوص ورقية، بل رافعة معرفية تعكس صورة المجتمع السعودي في تحولاته، وتقدمه للعالم عبر لغة الأدب التي لا تعرف الحدود.

رهان على المستقبل
منذ عقود، ظل السرد السعودي يتحرك بأصوات فردية تركت أثراً، لكنه كان بحاجة إلى مؤسسة تُنظم الحراك وتفتح أمامه مسارات جديدة. «نــال» تراهن على أن تكون تلك المؤسسة، التي تجمع بين الأصالة والحداثة، وتمنح الأدب السعودي منصة تعبر من خلالها نصوص الكتّاب إلى فضاءات أوسع.

وبينما يتابع المشهد الثقافي هذا الميلاد الجديد، يبقى السؤال الأجمل: أي أصوات سردية ستُبرزها «نــال» في السنوات المقبلة، وكيف ستعيد كتابة حضور الأدب السعودي في ذاكرة القارئ العربي والعالمي؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى