تحية الإسلام من علامات قرب السّاعة.. كيف؟!

إسلامنا عظيم.. عظيم في أوامره ونواهيه، وفي توجيهاته وغاياته ومراميه.. عظيم في جوهره ومعانيه وحقيقته، وفي آدابه وأخلاقه وتحيته؛ فعندما تسلم على أخيك المسلم وتقول: “السلام عليكم ورحمة الله وبركاته “، ويرد عليك بمثلها فهذا يعني بأنكما تعلنان لبعض بأنه لن يكون بينكما إلا الرحمة والسلام.

وعندما تمر بالمسلمين وتسلم فكأن لسان حالك يقول لهم: لن تجدوا مني إلا الأمان والسلامة والود والرحمة وأني أحب لكم الخير كما أحبه لنفسي وأدعو لكم بأن تنزل عليكم رحمات الله وبركاته..

بعض المسلمين الآن بدأوا يتناسون تحية الإسلام؛ تجدهم في الطرقات وفي الممرات والمكاتب وإذا دخلوا بيوتهم تجاهلوا المبادرة والمسارعة بالسلام وهي مفتاح المحبة بينهم وسبب من أسباب دخول الجنّة ففي الحديث الصحيح قال صلى الله عليه وسلم: ” لا تَدْخُلُونَ الجَنَّةَ حتَّى تُؤْمِنُوا، ولا تُؤْمِنُوا حتَّى تَحابُّوا، أوَلا أدُلُّكُمْ علَى شيءٍ إذا فَعَلْتُمُوهُ تَحابَبْتُمْ؟ أفْشُوا السَّلامَ بيْنَكُمْ”

أظن بأن من المحفزات القويّة لأصحاب القلوب الحيّة للمسارعة بتحية الإسلام هو أن يستحضر ويتذكَر المسلم إذ قابل أخاه المسلم فضل تحية الإسلام وأنها سنّة مؤكدة وعبادة من العبادات العظيمة، وسيحصل على ثلاثين حسنة إذا قالها كاملة فتصور معي 30+30+30 ..فكم سيكون رصيدك من الحسنات في الشهر ؟ كما أنّ أقرب الناس إلى مغفرة الله ورحمته من بدأ بالسلام قال صلى الله عليه وسلم ” إن أولى الناس بالله من بدأهم بالسلام “، ومن يبدأ بالسلام هو خير الناس قال صلى الله عليه وسلم ” وخيرهما الذي يبدأ بالسلام ”

لقد حث حبيبنا وقرة أعيننا صلى الله عليه وسلم وأمر بأن يسلم الراكب على الماشي والماشي على القاعد والقليل على الكثير، وأن نسلم على من عرفنا ومن لا نعرف.

من العلامات التي تدل على اقتراب يوم القيامة هو أن يقتصر المسلم في سلامه على معارفه فقط ففي حديث إسناده صحيح رواه أحمد وغيره وأخرجه الألباني في السلسلة الصحيحة قال صلى الله عليه وسلم:

” إن من أشراط الساعة أن يسلم الرجل على الرجل لا يسلّم عليه إلّا للمعرفة “