صحيفة سعودية تأسست في بريطانيا العام 2011
بريد الصحيفة - Muf2014s@gmail.com
مقالات

القدرة الإلهية: تأمل في عظمة الخالق سبحانه وتعالى في هذا الكون العظيم

يعيش أكثر من ثمانية مليارات إنسان على سطح الأرض، يتجلى إبداع الخالق سبحانه وتعالى في كل نفس ونبضة قلب. منذ أن يتشكل الإنسان في رحم أمه، يبدأ قلبه بالنبض بحركة منتظمة لا إرادية، بقدرة الله الذي أودع في هذا العضو الصغير قوة الحياة. كل إنسان يتنفس حوالي 20,000 نفس يوميًا، وقلبه ينبض ما يقارب 100,000 مرة في اليوم الواحد. لو جمعنا هذه الأعداد عبر سكان الأرض، لكانت مليارات النبضات والأنفاس تتحرك في تناغم دقيق، لا يتوقف إلا بإرادة الخالق. هذه الحركة اللاإرادية، التي لا يتحكم بها الإنسان، دليل ساطع على قدرة الله العظيمة التي تسير هذا النظام المحكم دون خلل.

ولا تقتصر قدرة الله على الإنسان وحده، بل تمتد إلى كل الكائنات الحية. مليارات المخلوقات، من الطيور في السماء إلى الأسماك في أعماق البحار، يرزقها الله سبحانه وتعالى. كل مخلوق له حياته ورزقه المقسوم بقدرة الرحمن الذي وسع كل شيء رحمة وعلماً. يقول الله تعالى:
﴿وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا﴾ (هود: 6).

هذه القدرة الإلهية التي تُطعم مليارات الكائنات يوميًا وتدبر أمرها بلا نقصان، تُظهر عظمة الخالق الذي لا يعجزه شيء. ثم نرفع أبصارنا إلى السماء، حيث الفضاء الشاسع الذي لا يدرك الإنسان حدوده. في هذا الكون اللامتناهي، تسبح ملايين المجرات، وكل مجرة تحتوي على مليارات النجوم والكواكب. يقدر العلماء أن هناك أكثر من 100 مليار مجرة في الكون المرصود، وكل نجم منها يتحرك في مداره بدقة متناهية دون أن يصطدم بغيره، في نظام كوني محكم يعكس عظمة الخالق. يقول الله تعالى:
﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ﴾ (آل عمران: 190).

إن هذا النظام العجيب، سواء في نبضات القلب وأنفاس الإنسان أو في حركة النجوم والمجرات، ويسمع دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء لهو آية من آيات الله التي تدعو إلى التأمل والتدبر في قدرته وعظمته وملكه العظيم.

كل شيء في هذا الكون، من أصغر خلية إلى أضخم مجرة، يشهد على قدرة الله اللامتناهية وحكمته البالغة.
﴿أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾ (الملك: 14).

وفي هذا العالم، حيث تتجلى قدرة الله في كل لحظة، نرى آياته أيضًا في صمود المظلومين وثباتهم على الحق. في غزة، حيث يواجه الناس الظلم والطغيان، يظل الله رقيبًا عليمًا، لا يغفل عن أفعال الظالمين. يقول تعالى:
﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ﴾ (إبراهيم: 42).

فكما يدبر الله أمر الكون بدقة وحكمة، فإنه يدبر أمر عباده بعدل ورحمة، وعدله قادم لا محالة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى