ثبات المبادئ وسط عواصف القناعات
في زحمة الحياة، حين تتغير المشاهد من حولنا، نكتشف فجأة أن ما كنا نراه يقينًا مطلقًا لم يعد كذلك. كل يوم يحمل درسًا جديدًا، وكشفًا لجانب آخر من أنفسنا. هنا يظهر الفرق بين ما نعتقده وبين ما نتمسك به بصلابة: بين القناعات والمبادئ.
القناعات ليست نهاية الطريق، بل مجرد بدايات، كما قال إبراهيم الفقي: “كل قناعة هي بداية طريق، وليست نهاية المطاف.” هي أشبه بمحطات نتوقف عندها لنراجع، نعيد التفكير، وننطلق من جديد.
أما المبادئ فهي الجذور الراسخة التي تمنحنا الثبات وسط تغيّر الفصول. قيل في حكمة مأثورة: “المبادئ جذور ثابتة، والقناعات أوراق تتبدل مع الفصول.” لهذا قد تتلون القناعات بتجاربنا، لكنها تظل محكومة بتلك الجذور التي تمنعنا من الانجراف بعيدًا.
المبادئ تمنحنا الأمان والاتزان، فيما تمنحنا القناعات المرونة في التعامل مع المستجدات. وهذا ما لخّصه د. طارق السويدان بقوله: “المبادئ تمنحنا الثبات، والقناعات تعطينا المرونة.”
وقد لخّص جبران خليل جبران هذه العلاقة بعمق حين قال: “إذا سقطت المبادئ، سقط معها كل شيء، حتى لو بقيت القناعات.” وهو ما يعززه ستيفن كوفي بقوله: “المبادئ لا تتغير بتغيّر الظروف، هي البوصلة التي تهدينا في العواصف.”
وبين تبدّل القناعات وثبات المبادئ، نصنع توازنًا يمنحنا عمقًا ووضوحًا، ويجعلنا نسير في الحياة بخطى ثابتة، لا تعصف بها العواصف، ولا تجرفها التغيرات العابرة …