صحيفة سعودية تأسست في بريطانيا العام 2011
بريد الصحيفة - Muf2014s@gmail.com
مقالات

.

أنين الروح..

هل نحن بخير… أم أن شيئًا ما يموت داخلنا بصمت؟

الحزن من أثقل المشاعر .. هو حب لم يُعبر عنه .. كلام يحتاج احتضانًا. هناك ألم يعتصر قلوبنا ويخمد الشغف والرغبة في الحياة. محطات مررنا بها فقدنا فيها شيئًا منا؛ حلمًا، أو ثقة، أو ابتسامة كانت خفيفة على الروح. نشعر وكأننا نسير في نفق مظلم لا نهاية له، نكافح فيه غصات متكررة لأننا كنا صادقين أكثر مما يجب.

حين نستعرض شريط حياتنا، ندرك أن كل ما مررنا به نحن من أعطيناه قيمة. كل تجربة ألمت أو أفرحت، شكلت وعينا وصقلت روحنا، وعلمتنا أن الألم أحيانًا يكون طريقًا للنمو والفهم الأعمق. كما قالت فيرجينيا وولف: “نحن نصبح نحن فقط بعد أن نواجه صمت العالم ونصبر على جراحنا.”

الحزن الذي يعتصرنا ليس مجرد شعور عابر، بل مرآة تظهر لنا صدق مشاعرنا وعمق تعلقنا بالحياة والناس من حولنا. هو تذكير بأننا بشر، وأن أحاسيسنا ثمينة، وأن الصمت أمام ألمنا أحيانًا أفضل من الكلمات التي لا تُقال.

ومع مرور الزمن، ندرك أن كل تجربة ألم كانت تدريبًا للروح على الصبر والقوة، وأن ما كسرنا يومًا أعادنا اليوم بشكل أجمل وأكثر صلابة. وعندما نستيقظ من ظلام الفقد، نلمس خيوط الشمس تتسلل إلى عتمة النفق، وندرك أن الحياة تمنحنا دومًا فرصة للنهوض من جديد. كما قال هيراقليطس: “ليس الصعب أن تتغير، بل أن تظل كما كنت في قلب التغيير.”

كل تجربة ألم أو فقد تحمل رسالة، وكل جرح يمنحنا فرصة لإعادة النظر في أنفسنا وفي مشاعرنا. نحن نتعلم أن ما لم يُقتل روحنا، يقوينا ويعيدنا إلى أنفسنا بشكل أنقى وأكثر وعيًا. نحن نخرج من الألم بروح أكثر صفاءً، قلب أكثر قدرة على الحب، وعقل أعمق فهمًا للحياة وما حولنا.

أنين الروح ليس نهاية الطريق .. بل بداية وعي جديد. من يدرك قيمة التجارب المؤلمة يعرف قيمة ما بقي، ويستطيع أن يواصل حياته بروح لا تُكسر، وقلب صادق، ونفس مستعدة لاستقبال الحياة من جديد ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى