صحيفة سعودية تأسست في بريطانيا العام 2011
بريد الصحيفة - Muf2014s@gmail.com
متابعات

بين قرار “حضوري” وواقع المدارس… أبناء المعلمين في دائرة الانتظار

مـفـاكرة نيوز – تحقيقات محلية

منذ بدء تطبيق قرار “حضوري”، يعيش أبناء المعلمين والمعلمات يومياً معادلة شديدة الإرهاق، إذ يتباين وقت انصراف الطلاب مع التزامات دوام الكادر التعليمي، ما يضع الأسر في مأزق يومي ينعكس على استقرارهم الأسري والوظيفي. ففي حين ينتهي دوام بعض الطلاب عند الثانية عشرة ظهراً، يظل المعلم أو المعلمة مرتبطاً بجداول رسمية تمتد حتى الواحدة وخمس وأربعين دقيقة، لتتحوّل رحلة العودة إلى المنازل إلى سباق مع الزمن.

تقول أمينة، وهي معلمة في إحدى المدارس: “أطفالي يخرجون من مدرستهم في الثانية عشرة والنصف، بينما أنا لا أستطيع مغادرة مدرستي قبل الواحدة وخمس وأربعين دقيقة، وهذا يضطرهم للبقاء ساعات في الانتظار”. ويضيف خالد، معلم مرحلة ابتدائية: “الوضع الحالي مرهق للجميع، الطلاب صغار السن لا يتحملون طول الانتظار، ونحن نصل للبيت منهكين بعد منتصف النهار”.

ويذهب مختصون تربويون إلى أن هذه الفجوة الزمنية تخلق ضغطاً مضاعفاً على المعلمين، فهم عالقون بين مسؤوليات العمل وواجباتهم تجاه أسرهم. ويقترح أولياء الأمور من المعلمين أن تتم إعادة النظر في مواعيد الانصراف أو استحداث آليات مرنة مثل السماح بخروج الكادر التعليمي المتضرر بشكل منظم أو توفير خدمات بديلة لانتظار الطلاب.

ويرى خبراء أن استمرار التباين دون معالجة قد يؤدي إلى تأثيرات غير مباشرة على جودة العملية التعليمية؛ فالمعلم الذي يصل مرهقاً نفسياً وجسدياً إلى بيته لن يكون بكامل طاقته، والطالب الذي ينتظر طويلاً سيتأثر حتماً بسلوكيات التوتر والملل. لذلك يبرز مطلب التوازن كضرورة لضمان مصلحة الطالب والمعلم معاً، وتحقيق استقرار العملية التربوية داخل وخارج المدرسة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى