.
الدفء في حضن الوطن ..
في كل عام، يأتي اليوم الوطني ليذكرنا بأن الوطن ليس مجرد أرض أو حدود، بل شعور يملأ القلب بالطمأنينة. أعمق شعور يمكن أن يمتلكه الإنسان هو الأمان، ذلك الأمان الذي تربينا عليه منذ نعومة أظافرنا، والذي يجعلنا نحلم بثقة، ونمضي في حياتنا بلا خوف. هو هبة خفية نعيشها يوميًا، أحيانًا نغفل عنها، لكنها الحاضنة لكل خطواتنا، الدافع لكل أحلامنا، والحصن لكل آمالنا.
الأمان ليس رفاهية، بل هدية عظيمة تمنحنا الحرية لنكون نحن، لنحب بلا قيود، ولنحلم بلا خوف من الغد. قال فرانكلين روزفلت: “أكثر ما يحتاجه الإنسان ليعيش حياة كاملة هو الشعور بالأمان”. وهذا الشعور نجده متجسدًا في وطننا، في استقرار يعانق كل تفاصيل حياتنا، من حرية التعبير، إلى التعليم، إلى العمل، إلى الاحترام المتبادل بين أبناء المجتمع، وحتى في لحظات البساطة اليومية التي نعيشها بلا قلق.
الأمان يجعلنا نحلم بلا قيود، ونعمل بلا خوف، ونحب بلا خوف من الفقد أو الانكسار. وفي اليوم الوطني، لا نحتفل بالمناسبات فقط، بل نحتفل بالشعور الذي يجعل كل شيء ممكنًا: الأمان الذي منحنا إياه وطننا، بكل ما يحمله من طمأنينة وقوة وانتماء. وكما قال ابن خلدون: “الأمة التي تشعر بالاستقرار تنمو وتزدهر”. فالأمان ليس مجرد غياب الخطر، بل هو منبع القوة والطمأنينة التي تجعلنا قادرين على البناء والعطاء والارتقاء.
فلنجعل يومنا الوطني مناسبة للشعور قبل الاحتفال، ولنمتن قبل أن نرفع الأعلام، ولنعي أن حب الوطن الحقيقي يبدأ من شعور داخلي صادق: شعور بالأمان، شعور بالامتنان، وشعور بالانتماء. الأمان الذي نعيشه اليوم هو أعظم هدية يمكن أن يمنحها الوطن، وهو مسؤوليتنا التي نحملها في كل لحظة. لنحافظ عليه، لننميه، ولنصنع له مستقبلًا أكبر، لأن الوطن الذي نحبه هو الوطن الذي يجعلنا نحلم ونبني ونعيش سعداء ..