ترامب من منبر الأمم المتحدة: رفض ضمني لخطوات الاعتراف بفلسطين وهجوم على الأمم المتحدة وسط دعوات دولية لإنهاء الحروب
ألقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الثلاثاء، دعا فيها إلى وقف فوري لحرب غزة وإطلاق سراح جميع الأسرى المحتجزين لدى حركة حماس، مؤكداً أنه “حاول تحقيق السلام في غزة” لكنه اعتبر أن الاعتراف بدولة فلسطينية “مكافأة لحماس” لا يحقق الاستقرار. وجاءت تصريحاته فيما تتصاعد الضغوط الدولية لتبني إقامة الدولة الفلسطينية، في خطوة تواجه معارضة حادة من واشنطن وتل أبيب.
وتناول ترامب ملفات عدة، من الخليج وإيران إلى أوكرانيا، حيث شدد على أنه أقام “علاقات ثمينة مع السعودية ودول الخليج”، محذراً في المقابل من خطورة السلاح النووي الإيراني، قائلاً إنه عرض على المرشد الأعلى علي خامنئي التعاون، غير أن الرد جاء “بتهديد المصالح الأميركية”. كما اتهم روسيا بإدامة حرب أوكرانيا، محمّلاً الهند والصين وأوروبا مسؤولية غير مباشرة عن تمويلها عبر شراء النفط الروسي، متعهداً بفرض عقوبات إضافية على موسكو إذا استمرت أوروبا في الاعتماد على الطاقة الروسية.
وفي انتقاد مباشر للأمم المتحدة، وصف ترامب المنظمة الدولية بأنها “مصعد توقف في منتصف الطريق”، معتبراً أن “خطاباتها الفارغة لا تنهي الحروب”، لكنه دعا في الوقت نفسه إلى جهد دولي جديد تقوده واشنطن لإنفاذ اتفاق بشأن الأسلحة البيولوجية باستخدام الذكاء الاصطناعي. وعلى الصعيد الداخلي، أعلن أن “أميركا عادت إلى مكانها في العالم”، متحدثاً عن “أقوى جيش وأقوى اقتصاد”، مشدداً على وقف الهجرة غير القانونية إلى الصفر، وتحذير أوروبا من “خطر داهم” يهددها بسبب تدفق المهاجرين.
كلمة ترامب، التي جاءت بعد ثمانية أشهر من ولايته الثانية، تعكس استمرار توجهه نحو سياسة “أميركا أولاً”، مع تقليص المساعدات الخارجية والنهج المتشدد في ملف اللجوء، في وقت تتزايد فيه التساؤلات بين قادة العالم حول مدى استعداد الولايات المتحدة للاستمرار في لعب دور قيادي في النظام الدولي وسط أزمات غزة وأوكرانيا وتنامي الدعوات لإقامة دولة فلسطينية.