إمام الحرم المكي يوصي بتقوى الله ويؤكد أن حب الوطن فطرة وواجب شرعي
أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور ياسر بن راشد الدوسري المسلمين بتقوى الله تعالى، مبينًا أنها سر الحياة الطيبة، وسبيل العيش الرغيد، وبها تنال الرحمات وتستجلب البركات. وقال في خطبة الجمعة اليوم بالمسجد الحرام إن من أعظم نعم الله على عباده أن منحهم أوطانًا يأمنون فيها ويعيشون بخيرها، مؤكدًا أن حب الوطن فطرة جبل الله عليها النفوس، ودليلها ما ورد في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم حين ودّع مكة قائلاً: “والله إنك لخير أرض الله، وأحب أرض الله إلى الله، ولولا أني أخرجت منك ما خرجت”.
وأشار الشيخ الدوسري إلى أن الوطن المبارك الذي شرفه الله ببيته الحرام، وجعله قبلة المسلمين ومأرزًا للإيمان، له حقوق عظيمة وواجبات كبرى، أبرزها شكر الله على نعمة الأمن والاستقرار، والانتماء الصادق والدفاع عنه، ولزوم الجماعة والسمع والطاعة لولاة الأمر، إضافةً إلى الاستنارة بأقوال العلماء الربانيين الراسخين الذين يسهمون في درء المفاسد ودحض الشبهات. كما نعى الدوسري سماحة المفتي العام للمملكة ورئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ – رحمه الله – واصفًا وفاته بأنها مصاب جلل على الأمة الإسلامية، سائلاً الله أن يتغمده بواسع رحمته ويجزيه خير الجزاء على ما قدم من خدمة للإسلام والمسلمين.
وأكد إمام الحرم أن من واجبات حب الوطن تعزيز الأمن الفكري والوعي المجتمعي لمواجهة الأفكار المنحرفة والجماعات المتطرفة التي تسعى لشق الصف وإضعاف المجتمع، مشددًا على أهمية التسلح بالعلم والوعي، وصيانة العقول من الشبهات، والأبدان من الآفات، ليبقى الوطن حصينًا آمنًا. كما دعا إلى احترام الأنظمة والقوانين، والمحافظة على مقدرات البلاد، والمساهمة الفاعلة في تحقيق رؤيتها وتطلعاتها، مبينًا أن المواطنة الصالحة ليست شعارات ترفع وإنما التزام ديني وواجب أخلاقي يدفع إلى العمل الجاد لرفعة الوطن وازدهاره.
